- الخلاف يعكس توتراً داخل الحكومة والمؤسسة الأمنية حول إدارة العمليات العسكرية والتخطيط لما بعد الحرب في قطاع غزة، مع وجود اختلاف في الرؤى بين نتنياهو وأعضاء حكومته.
- تتعالى انتقادات داخل الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي بسبب تجنب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب في غزة، مشيرة إلى تحديات أمام الحكومة في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
عقد غالانت جلسة مباحثات دون علم نتنياهو
مسؤولون إسرائيليون أعربوا عن أسفهم إزاء "التسريبات الخطيرة"
الأصوات تتعالى في الجيش ضد نتنياهو
شهدت الأيام الأخيرة مواجهة حادّة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، عقب عقد الأخير جلسة مناقشات استراتيجية بشأن اجتياح رفح جنوبيّ قطاع غزة، دون علم نتنياهو.
وأفادت القناة 12 العبرية، ليل السبت الأحد، بأنّ الخطوة أثارت غضب نتنياهو، فيما ردّ عليه غالانت، قائلاً: "المشكلة أنك لا تعقد جلسات كهذه". ووقع الخلاف بينهما قبل عدة أيام، خلال جلسة مصغّرة للقيادة السياسية - الأمنية، حول توسيع العملية العسكرية في رفح، بعدما اكتشف نتنياهو أمر الجلسة التي عُقدت دون علمه.
وجاء ذلك على خلفية الموقف الواضح لكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية ومعظم الوزراء الكبار، بأنه يجب الحسم بقضية رفح إلى جانب اتخاذ قرار بشأن "اليوم التالي" لحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، والجهات التي ستتولى أمر القطاع.
وقال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، في الجلسة المصغّرة، حول الجلسة التي سبقتها دون علم نتنياهو: "عقدنا جلسة عند وزير الأمن، أخذت بالاعتبار مختلف الجبهات والاعتبارات"، ليقاطع نتنياهو كلامه قائلاً بدهشة: "ماذا؟! هل تجرون مباحثات استراتيجية مع وزير الأمن؟"، فأجاب رئيس الشاباك: "طبعاً، ما هذا السؤال؟"، ليردّ نتنياهو بدوره: "على ما أذكر الشاباك والموساد يخضعان لرئيس الحكومة".
وتدخل غالانت قائلاً: "تريد منع وزير الأمن من عقد مناقشات استراتيجية؟ من الذي سيعقدها بالضبط إن لم يكن نحن؟"، فردّ رئيس الحكومة، قائلاً إن "المناقشات الاستراتيجية تُجرى هنا فقط"، ليجيبه وزير الأمن: "في كل مرة تجري فيها مناقشات استراتيجية، سنأتي مستعدين. ومن واجبي إجراء مناقشات حتى نأتي إلى هنا مستعدين. المشكلة أنك لا تجري مثل هذه المناقشات".
ونقلت القناة عن مسؤولين في محيط نتنياهو قولهم إن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، وإن رئيس الحكومة سمح للوزير غالانت بمقابلة رؤساء المنظمات الخاضعة له (أي لنتنياهو) فقط عندما يتعلق الأمر بقضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. وأوصل رسالة مفادها أنه في أي قضية أخرى لا سبب لعقد مباحثات دون حضور رئيس الحكومة.
وقالت مسؤولون في مكتب غالانت، لم تسمّهم القناة، إنهم لا يعلّقون على ما يُقال في الجلسات المغلقة، معربين عن أسفهم إزاء "التسريبات الخطيرة بشأن قضايا حساسة".
وقالت مصادر مطّلعة على فحوى المباحثات إن مناقشات المؤسَّسة الأمنية، بما فيها الاستراتيجية، مع وزير الأمن، كانت تجري دائماً في هذه الحرب أيضاً. ووفقاً للمصادر، لا يقتصر الأمر على عدم ارتكاب أي خطأ، بل إن هذه المناقشات مطلوبة، "لذلك، في أحسن الأحوال، يوجد هنا غضب سياسي - شخصي من قبل نتنياهو على غالانت، وفي أسوأ الأحوال، فهم نتنياهو أن المؤسسة الأمنية برمتها والوزراء يدركون أنه لا مفر من وضع تصوّر سياسي لما سيكون، في حين يتجنّب نتنياهو ذلك لاعتبارات تتعلق بائتلافه الحاكم".
أصوات تتعالى ضد نتنياهو
في سياق متصل، أشارت عدة وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، إلى انتقادات في الجيش حيال نتنياهو ومسؤولين في المستوى السياسي لتجنّبهم اتخاذ قرارات تتعلق بالحرب.
وذكر موقع "والاه" العبري أن الأصوات المنتقدة بدأت تتعالى داخل الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تجاه المستوى السياسي، معتبرة أنه لا يستثمر "الإنجازات العملياتية لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة من أجل تحقيق تقدّم سياسي".
وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن "الإنجازات قد تتآكل، في حين أن المفاوضات مع حماس لإطلاق سراح المختطفين متعثرة ولا تشير إلى أي تقدّم، ولا توجد نية لتعزيز السيطرة على معبر رفح من جديد من قبل جهة أخرى غير حركة حماس".