يكشف الكتاب الجديد، الذي أصدره أخيرا الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد تحت عنوان "سلام ترامب - اتفاقيات أبراهام والانقلاب في الشرق الأوسط"، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو كان على وشك قطع المفاوضات والتراجع عن اتفاق التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة.
وبحسب ما ينقل الكتاب، فقد كان نتنياهو سيتراجع عن فكرة التطبيع في 12 أغسطس/ آب 2020، أي قبل يوم من موعد الاتصال المشترك الذي كان مقررا بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونتنياهو وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وعزا الكتاب ذلك لاعتقاد نتنياهو أن حكومته المشتركة مع وزير الأمن الحالي بني غانتس على وشك السقوط في حال لم تتمكن من إقرار ميزانية جديدة للدولة.
ووفقا لما نشره موقع "معاريف" من أحد أجزاء فصول الكتاب ويحمل عنوانا فرعيا هو "من الضم إلى التطبيع"، فإن نتنياهو كان قد اشترط مقابل عدم تنفيذ وعوده الانتخابية بضم الضفة الغربية لإسرائيل أن توقع ثلاث دول عربية على الأقل على اتفاقية تطبيع وليس فقط دولة واحدة، بما يمكنه من تقديم تبرير أمام الناخب الإسرائيلي لتراجعه عن مشروع الضم الذي كان يرفعه في الانتخابات التي سبقت تشكيل حكومته المشتركة مع غانتس، والتي جرت في إبريل/ نيسان من العام 2019.
ويزعم الكتاب أنه مقابل اشتراط الإمارات خلال المفاوضات أن تختار إسرائيل بين تطبيع العلاقات مقابل تعهدها بإلغاء مشروع الضم كليا، رفضت تل أبيب هذا الشرط، وبعد جولات من المفاوضات، وافقت على أن يتم تأجيل الضم لثلاث سنوات وليس إلغاؤه.
وعلى الرغم من ذلك، فإن نتنياهو وبينما كان يتم إعداد ومناقشة أكثر من مائة مسودة للاتفاق، وتحديد موعد 13 أغسطس/ آب لاتصال هاتفي ثلاثي يجمع ترامب ونتنياهو وبن زايد، فقد أعلن نتنياهو عن تراجعه وأبلغ الإدارة الأميركية عبر سفيرها دافيد فرديمان، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، بأنه لن يكون هناك اتفاق ولا اتصال.
وجاء رد إدارة ترامب غاضبا جدا، واضطر السفير الأميركي لدى تل أبيب دافيد فريدمان إلى الاتصال بالسفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمر ليبلغه بقرار الرئيس الأميركي إجراء الاتصال المشترك وأنه ليس أمام نتنياهو أي خيار آخر.
واضطر نتنياهو عندها بعدما أدرك معنى الرسالة، إلى التراجع والعودة لمسار المفاوضات والاستعدادات لإعلان قرار التوصل إلى اتفاق للتطبيع بين إسرائيل والإمارات.
ويكشف رافيد في كتابه أن من اقترح اسم "اتفاقيات أبراهام" على مستشار ترامب أفي بيركوفيتش هو الجنرال الأميركي ميغيل كوريه، الذي كان مسؤولا عن ملف الخليج في مجلس الأمن القومي، حيث طرح ذلك على بيركوفيتش شارحا له الدلالات الدينية والثقافية للمقترح. وأضاف أنه عندما عرض كل من بيركوفيتش وكوشنر على ترامب تسمية اتفاق التطبيع "اتفاقيات أبراهام" قبل إجرائه الاتصال الثلاثي، رد الرئيس الأميركي السابق قائلا إن "اسم اتفاقيات ترامب هو أفضل ولكني موافق".