نتنياهو يجتمع بحكومته لبحث القيود على دخول الفلسطينيين المسجد الأقصى في رمضان
بن غفير يطالب بمنع فلسطينيي الضفة من دخول الأقصى نهائياً في رمضان
شرطة الاحتلال تقترح نشر عناصرها في المسجد الأقصى خلال رمضان
تحوف من أن منع الفلسطينيين من دخول الأقصى قد يؤدي إلى غليان
يعقد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، جلسة أمنية خاصة للتباحث في إجراءات تتعلق بشهر رمضان، ودخول المسلمين من الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل إلى المسجد الأقصى، وسط مطالبات بمنع جزء منهم من الوصول إلى الحرم القدسي.
ويطالب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بمنع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول المسجد الأقصى، ومناطق الخط الأخضر خلال رمضان عموماً، وفرض قيود على فلسطينيي الداخل ليُسمح لمن هم في عمر 70 عاماً فما فوق فقط، بالوصول إلى المسجد، إضافة إلى فرض قيود على دخول المقدسيين.
ورغم وجود خلافات بادية بين مواقف كل من بن غفير من جهة، وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من جهة أخرى، والشرطة من جهة ثالثة، بشأن الإجراءات المتعلقة بالأقصى، يبدو أن النقاش الجوهري ليس بشأن فرض قيود من عدمها، بل بشأن طبيعة القيود التي ستُفرَض.
وصرّح بن غفير، السبت، عبر حسابه على منصة إكس، بأنه "ممنوع السماح في أي حال من الأحوال بدخول سكان من مناطق السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل"، معتبراً ذلك بمثابة "نصر لحركة حماس"، معتبراً أنّ مواقف مسؤولين في المستوى الأمني الإسرائيلي، التي توصي بالسماح بدخول مكثف لسكان الضفة إلى المسجد الأقصى، "تشير إلى أنهم لم يتعلّموا الدرس من 7 أكتوبر".
وأضاف بن غفير أنّ معظم سكان الضفة الغربية "يؤيدون" عملية "طوفان الأقصى"، موضحاً أنه سيعارض كلياً دخول الفلسطينيين، وأنه يأمل أن يتصرف باقي أعضاء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) بالطريقة نفسها.
ويرى بن غفير أن القرار بهذا الشأن يجب ألّا يُتخذ في مجلس الحرب، بل في إطار أوسع، وأن يكون الحسم في مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت". ويتوقع حزب "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) الذي يتزعمه بن غفير، أن يخضع نتنياهو للضغوط ويحوّل اتخاذ القرار إلى "الكابينت".
شرطة الاحتلال تقترح نشر عناصرها في المسجد الأقصى خلال رمضان
قناة "كان 11" العبرية أفادت، مساء السبت، بأنّ شرطة الاحتلال اقترحت، خلال جلسات سابقة قبيل رمضان، بدخول عناصرها باحات الحرم القدسي بشكل دائم، بهدف "التصدي الفوري لرفع أعلام حماس ولأي هتافات تحريضية". في المقابل، ترفض جهات أمنية أخرى، من بينها "الشاباك"، الحضور الثابت للشرطة في باحات المسجد الأقصى.
وبالنسبة إلى فلسطينيي الضفة، توصي شرطة الاحتلال بالسماح بدخول من هم في جيل 60 عاماً فما فوق إلى المسجد الأقصى، فيما ترى أوساط في المستوى الأمني أن يكون الدخول من جيل 55 عاماً فما فوق.
أما بالنسبة إلى فلسطينيي الداخل، فيطالب بن غفير بالسماح فقط لمن هم في جيل 70 عاماً فما فوق بالوصول إلى المسجد الأقصى خلال رمضان، فيما تقترح الشرطة السماح لمن هم في جيل 50 عاماً، ويقترح المستوى الأمني عدم فرض أي قيود على دخول فلسطينيي الـ 48 إلى المسجد الأقصى.
عادة ما تتخذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات خاصة في شهر رمضان، وتتيح دخول فئات واسعة من فلسطينيي الضفة إلى الداخل خلاله، لكن الأمور تتأثر هذا العام بأجواء الحرب على غزة، وبازدياد حدة التطرف والتصلّب في المواقف داخل حكومة الاحتلال.
يتزامن ذلك مع التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية المحتلة وعمليات الاقتحام اليومية واعتقال الفلسطينيين وقتلهم، منذ بداية الحرب، خصوصاً.
وعموماً، تسعى سلطات الاحتلال لتشويه صورة رمضان ووصمه بشهر "تزداد فيه احتمالات تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية"، وتتخوف في ذات الوقت من أنّ منع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى قد يؤدي إلى حالة من الغليان في الشارع الفلسطيني ينعكس على الوضع العام.