قُتل ضابط يمني ومرافقه، وأصيب 7 آخرون بينهم مدني واحد، اليوم السبت، في هجوم شنّته طائرة مسيرة بمحافظة تعز التي تشهد تحشيداً لجماعة الحوثيين واستعدادات قتالية في مختلف المحاور، جنوبي غرب البلاد، كما أسفر انفجار لغم أرضي عن مقتل خبيري نزع ألغام في محافظة صعدة شمالاً.
وقال نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحوثيين قصفوا بواسطة الطيران المسيّر مواقع الجيش وبعض القرى في الجهة الغربية من مدينة تعز، وبالتحديد مناطق مدرات، ووادي حذران، ووادي الضباب.
وأوضح أن المناطق المستهدفة، يتخذها سكان مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين منذ 8 سنوات، متنفساً ومتنزهاً لهم، "خصوصاً في أيام الأعياد والمناسبات والعطل الرسمية، حيث تخرج إليها العائلات، ومنها يمر الطريق الوحيد للمدينة، شريان تعز الوحيد".
وأضاف: "شنت المليشيا قصفاً بالطيران المسيّر دون تفريق بين مواقع العائلات ومواقع الجيش"، مؤكداً سقوط قتيلين وسبعة جرحى في صفوف القوات الحكومية والمدنيين.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية إنّ القتيلين هما القائد العسكري في الجبهة الغربية، عمر عبدالإله الصبري، ومرافقه، فيما أصيب سبعة أشخاص بينهم مدني واحد.
ولم يصدر عن الحوثيين أي إعلان بالخصوص، وفي العادة لا تعلن الجماعة عن أي عمليات من هذا النوع.
وبين الحين والآخر، تتعرض القوات الحكومية في تعز ومحافظات يمنية أخرى، لاستهداف حوثي بالطيران المسيّر. وتسفر بعض هذه الهجمات عن سقوط ضحايا، كما تنفذ قوات الجماعة هجمات وتسللات في أكثر من جبهة تقول قوات الحكومة إنها تتصدى لها، وذلك منذ انتهاء الهدنة التي سرت برعاية أممية لستة أشهر وانتهت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ودخول البلاد في وضع يشبه الهدنة من دون إعلان.
وأخيراً، كثفت جماعة الحوثيين تحركاتها العسكرية في مختلف جبهات البلاد لا سيما تعز، التي دفعت إليها بقوات ومعدات عسكرية، بالتزامن مع زيارة وزير دفاع الجماعة محمد ناصر العاطفي، وتهديده بحرب مفتوحة في حال لم ينجز اتفاق هدنة وفق اشتراطات الجماعة.
وقال العقيد البحر إنّ "التحشيد والتعزيز باتجاه تعز مستمر"، مرجعاً سبب تركيز الجماعة على جبهات تعز لعدة اعتبارات، من بينها أنّ الحوثي يعتبر تعز "حجر عثرة" في طريق "استكمال مشروعه" منذ بداية الحرب.
وتابع أنّ "تعز مدينة تقف في صف الدولة المدنية والجمهورية، ووقفت بكاملها في صف مقاومة مشروع الموت الحوثي، ولذلك يريد الحوثيون الانتقام منها، وهم يعززون الجبهة ويستقدمون الأسلحة والمعدات"، مضيفاً أن "أبناء تعز دائماً في جاهزية تامة، ويعرفون كيف يتعاملون مع هذه الحشود".
وأشار إلى أن جماعة الحوثيين "ترسل رسائل لرعاة السلام، بأنها ليست في وارد السلام، وأنها تعد لحرب كبيرة قادمة"، مطالباً بموقف "قوي" من الجيش والمقاومة، وإسناد من الحاضنة الشعبية، ودعم الحكومة الشرعية والتحالف العربي لتأمين "الأرض المحررة"، والاستعداد لمعركة "تحرير تعز وفك الحصار، ودفع العدو للتراجع بعيداً عن المدينة، في طريق استعادة البلاد".
وقال البحر إنه "لا حل مع هذه المليشيا إلا الحسم والحل العسكري، ولا بد من وحدة الصف والهدف، ووحدة الكلمة". وأضاف: "على النخب الثقافية والسياسية والأكاديمية أن ترسي ثقافة المقاومة ولا تترك مجالاً للحديث الذي يوهن العزائم والمعنويات".
مقتل خبيري ألغام في صعدة
وفي محافظة صعدة شمالي اليمن، قُتل خبيرا نزع ألغام، بانفجار لغم أرضي، وفق مرصد حقوقي.
وأفاد المرصد اليمني للألغام، في بيان أوردته وكالة الأناضول، بأنّ "مهندسين اثنين قُتلا بانفجار لغم زرعه الحوثيون في منطقة المخنق بمديرية البقع التابعة لمحافظة صعدة (شمال)"، دون تحديد هوية القتيلين.
وأوضح أن الحادثة وقعت "أثناء محاولتهما تفكيك ألغام زُرعت فوق بعضها ما تسبب بانفجار أحدها".
واتهم المرصد "الحوثيين باستخدام أساليب لاستهداف فرق نزع الألغام، منها زراعة ألغام بطبقات متعددة، ونشر عبوات ناسفة مموهة تعمل بتقنيات حديثة لا تكشفها الماسحات التقليدية".
ولم تعقب جماعة الحوثيين على الحادثة. ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين يمنيين، تجاوز عدد الألغام المزروعة في البلاد مليوني لغم.
ويعاني اليمن منذ 9 سنوات من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.