اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أنّ جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن أضاعت "فرصة كبرى" لإبداء التزام بالسلام برفضها الاجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، في مسقط.
وذكرت الوزارة، في بيان أوردته وكالة "رويترز"، أنّ المسلحين يساهمون في تدهور الوضع الإنساني في اليمن بمواصلة الهجوم على مأرب، "الأمر الذي يفاقم الأوضاع المتردية لليمنيين النازحين المستضعفين بالفعل".
وقبل يومين، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، خلال الاجتماعات التي دارت في العاصمة العمانية مسقط في إبريل/ نيسان ومطلع مايو/ أيار.
وفي بيان صحافي له حول اجتماعاته الأخيرة في العاصمة العمانية مسقط، قال غريفيث إنه اختتم جولة من الاجتماعات استمرت أسبوعاً مع مجموعة من المعنيين اليمنيين والإقليميين والدوليين في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
وقال المبعوث الأممي إنه يواصل جهوده الرامية إلى "رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة وفتح مطار صنعاء للتخفيف من حدة الوضع الإنساني المتردي"، ما من شأنه "توفير بيئة مواتية لاستئناف عملية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع في اليمن بشكل شامل".
وقال غريفيث وفقاً للبيان: "لقد استمر نقاشنا حول هذه القضايا لما يزيد عن العام، وكان المجتمع الدولي داعماً بشكل كامل في أثناء ذلك". وأضاف: "لكننا للأسف لسنا حيث نود أن نكون في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق"، في إشارة لفشل الاجتماعات التي شهدتها العاصمة العمانية خلال الأيام الماضية.
وأحبطت جماعة الحوثيين جولة المحادثات التي أجراها الوسطاء الدوليون في العاصمة العمانية مسقط على مدار اليومين الماضيين، وذلك بطرح المزيد من التعقيدات أمام المبادرات الأميركية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية ووقف النزاع المتصاعد منذ 6 أعوام.
وتعرّض الزخم الدبلوماسي الدولي، الذي شهدته مسقط منذ السبت الماضي، لانتكاسة مبكرة، عقب لقاءات منفصلة أجراها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، والأممي مارتن غريفيث، مع الوفد التفاوضي لجماعة الحوثيين، حيث أبدى الأخير تصلباً شديداً تجاه كلّ البنود الإنسانية والاقتصادية والعسكرية المطروحة لحل ّالأزمة اليمنية، وفقاً لمصدر مطلع لـ"العربي الجديد".
وقال المصدر المقرب من أروقة المشاورات إنّ التصلب الحوثي أجبر الوسيطين الدوليَّين على إنهاء زيارتهما لمسقط. وبحسب المصدر، تصرّ جماعة الحوثيين على ضرورة "استبعاد مسألة رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء ودخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة من بنود المشاورات"، حيث يقدّم وفدها التفاوضي هذه النقاط باعتبارها بنوداً إنسانية لا يجب أن تكون ضمن أي نقاشات سياسية أو عسكرية لإنهاء الأزمة.
وأبدى الوسطاء الدوليون انزعاجهم من الطرح الحوثي الهادف إلى "خلق ظروف مؤاتية لمعركة مأرب"، وهي العملية التي يحرص المجتمع الدولي على وقفها في المقام الأول، لعدة اعتبارات إنسانية وسياسية وعسكرية.