يوميات قائد القوات الدولية في لبنان عن حرب 2006

16 أكتوبر 2024
جنديان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منذ عام 1978، شهدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) صراعات متكررة وضغوط من القوات الإسرائيلية، خاصة خلال حرب 2006، مع استمرار مهمتها في مراقبة الانسحاب الإسرائيلي ودعم السلام.
- الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني وثّق في كتابه "صيف من نار: 2006 كواليس نزاع معلن" التحديات التي واجهتها القوات الأممية، بما في ذلك الاتهامات بالتواطؤ مع حزب الله والاعتداءات الإسرائيلية.
- حرب 2006 زادت التوترات بين إسرائيل وحزب الله، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية اللبنانية، وانتهت بقرار مجلس الأمن 1701، مع استمرار التوترات وبقاء القوات الأممية للحفاظ على السلام.

قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" شاهدة على الحرب والسلم في هذه المنطقة الحدودية منذ انتشارها في مارس/ آذار 1978، ولدى كل مواجهة عسكرية تجد نفسها معرضة للنيران الإسرائيلية، التي تُمارس أقصى أشكال الضغط من أجل منعها من أداء مهمة المراقبة. ويصل الأمر إلى الاعتداء عليها، على نحو صارخ، كما يحصل في الأيام الأخيرة، وسبق له أن حدث في الحروب السابقة، خصوصاً في حرب 2006 التي تعرّضت فيها هذه القوات لاعتداءات وإهانات كثيرة.

وبينما يبدو خافتاً صوت قائد القوات الدولية الحالي الجنرال الإسباني أرولدو لاثارو، هناك مواقف مشهودة من قبل بعض الذين سبق لهم أن تبوّؤوا الموقع، وواجهوا ظروفاً مشابهة، ومن بينهم الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني الذي وقف بشجاعة أمام القوات الإسرائيلية، وسجّل في كتاب "صيف من نار: 2006 كواليس نزاع معلن" تجربته كقائد للقوات الدولية في جنوب لبنان، وفي مجمل مهمته في لبنان التي امتدّت سبعة أعوام منذ عام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، وعاش خلالها حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، التي دامت 34 يوماً، وانتهت إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 لوقف الأعمال العدائية.

حرب 2006

يقول التكليف الأممي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان إن مهمتها مؤقتة، على الرغم من أن مدة انتشارها تقترب من نصف قرن، وزاد عديدها من أجل الإحاطة بالتطورات في هذه المنطقة التي شهدت حروباً عدّة، ومنها اجتياح عام 1982 وحرب 2006 وغيرهما. وعلى العموم لم تكن مهمتها سهلة، وتعرضت لانتقادات من كل الجهات، البعض لامَها على عدم تدخلها ووقفها للقصف، ومساندتها للسكان. بل ثمّة من يرى أن تعقُّد الأمور في قسم كبير منه راجع إلى مسؤولية هذه القوات الدولية، في حين "أن إسرائيل لم تتردد في اتهامنا بالتواطؤ مع حزب الله"، على حد تعبير بيليغريني. ذلك أن الكثيرين يريدون أشياء من القوات الأممية في لبنان لا تستطيعها وليست من صلاحياتها، فهي موجودة من أجل التأكد من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وإرساء السلام والأمن الدولي، ومساعدة الحكومة اللبنانية على فرض سلطتها الفعلية في المنطقة. ويتحدّث الجنرال الفرنسي عن الإهانات التي تلقتها قوات الأمم المتحدة من إسرائيل، ويعطي مثلاً عن فريق كان أثناء تلك الفترة الخطيرة من حرب 2006 في إسرائيل، ورفضت القوات الإسرائيلية أن يحتمي في قواعدها، فاضطر للنزول حتى حيفا.


آلان بيليغريني: القوات الإسرائيلية التي انسحبت من لبنان في 2000 تركت قنبلة موقوتة اسمها مزارع شبعا

يرى بيليغريني أن القوات الإسرائيلية التي انسحبت من لبنان في 22 يونيو/حزيران 2000 تركت قنبلة موقوتة اسمها مزارع شبعا. ولم يكن دور القوات الأممية "يتمثل في ترسيم الحدود الدولية اللبنانية، بل في رسم الخط الأزرق من خلال العودة إلى الخرائط الموجودة من قبل من أجل تثبيت خط انسحاب إسرائيل". وفي هذه الفترة لم يتوقف حزب الله عن التسلح، بل ظل الصراع محتدماً، وهكذا يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2000، أسر حزب الله ثلاثة جنود إسرائيليين بالقرب من مزارع شبعا، وفي يوم 16 أكتوبر أعلن عن أسر كولونيل إسرائيلي "الذي اختطف في دبي وأحضر إلى لبنان". وبعد مفاوضات طويلة تم تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، ثم تكررت العمليات بخطف جنديين إسرائيليين، يوم 12 يوليو/ تموز 2006 بالقرب من عيتا الشعب، وهي التي قادت إلى الحرب.

يعتبر بيليغريني أن صدور قرار مجلس الأمن 1559 ساهم في تمهيد الطريق لحرب 2006 لأنه ارتأى ضرورة فرض الحكومة اللبنانية سلطتها، وطالَب بشكل موارب برحيل القوات السورية من لبنان، وبحل المنظمات العسكرية، أي حزب الله، وبل طالب حتى بتنظيم انتخابات رئاسية حرة. وبعد صدور القرار تلاحقت الأحداث التي تبشر بالأسوأ: تمديد ثلاث سنوات للرئيس إميل لحود، استقالة رئيس الوزراء رفيق الحريري، الذي كانت تربطه علاقات متوترة بلحود، تنديد درزي بالتمديد واستقالة وزراء الدروز الأربعة، تشكيل عمر كرامي للحكومة، محاولة اغتيال مروان حمادة، الدرزي وألدّ أعداء سورية. كل هذه الأجواء المسمومة كانت تقود إلى الحدث الكبير المزلزل: 14 فبراير/ شباط 2005، أي اغتيال رفيق الحريري.

ويستطرد الجنرال الفرنسي: أرسلت الأمم المتحدة بعثة تقصٍّ يوم 25 فبراير/ شباط 2005 وانتهت من عملها في 16 مارس/ آذار 2005. وبعدها جرت انتخابات نيابية انتصر فيها التيار المعادي لسورية، على الرغم من إحراز حزب الله العديد من المقاعد. وشكّل فؤاد السنيورة الحكومة اللبنانية بمشاركة حزب الله لأول مرة. وفي هذه الأثناء حدثت اغتيالات عديدة طاولت صحافيين وسياسيين. ويقول بيليغريني: "يمكننا أن نضع صورة لنهاية سنة 2005، بالقول إن تبني القرار 1559 خلق قطيعة عميقة بين خصوم سورية وأنصارها. من المؤكد أن القرار تسبب في رحيل القوات السورية وأجرى تغييراً في الأغلبية البرلمانية. لكنه، بطريقة أو بأخرى، أصبح مرتبطاً باغتيال الحريري. وإن تطبيق القرار يظل احتمالياً لأن القدرة الوحيدة على المساعدة على نزع سلاح حزب الله، أو الحصول عليه، الجيش السوري، لم يعد موجوداً".

تقارير عربية
التحديثات الحية

يوميات الحرب

13 يوليو 2006: قصفت إسرائيل بالطيران والمدفعية كل مكان في لبنان، وحتى مطار بيروت. وحزب الله رد بالقذائف والصواريخ. "ولا يكتفي بضرب الأهداف العسكرية، كما فعل في السابق، بل ويقصف التجمعات والأهداف المدنية، في نهاريا وغيرها..."، والخطاب الإسرائيلي واضح: "إذا أرادت إسرائيل المواجهة، فستكون كلية"، "أما الحكومة اللبنانية، العاجزة كلية، فأشارت في بيان رسمي إلى مسؤولية مجلس الأمن. وطالبته بوقف العدوان الإسرائيلي". وفي اليوم الثاني، أي 14 يوليو، بدأ ظهور أوائل اللاجئين. وهنا يتحدث بيليغريني عن دور القوات الدولية في حماية وتأمين حياة اللاجئين بالتنسيق بين إسرائيل وحزب الله. وفي هذا اليوم تلقت مدينة حيفا أول زخة من صواريخ حزب الله، في حين واصل الجيش الإسرائيلي تدمير البنى التحتية اللبنانية.

15 يوليو، يتحدث الجنرال بيليغريني عن مذبحة مروحين، ويطلق عليها تعبير "مأساة"، والتي أطلقت فيها طائرات إسرائيلية النار على مدنيين محتمين في مقار القوات الدولية. ويقول: إذا كان حسن نصر الله قد احتفل على طريقته بإصابة سفينة حربية إسرائيلية في عرض البحر بواسطة صاروخ إيراني "نور"، وربما خبرة إيرانية، فإن "الأهداف المختارة من قبل الجيش الإسرائيلي ليست فقط مواقع ذات فوائد عسكرية، فقد تعرضت الكثير من الأبنية المدنية للتدمير. هل كانت تؤوي مليشيات حزب الله؟ من الصعب تأكيد الأمر". وفي17 يوليو: إسرائيل تقتل موظفين يعملون مع القوات الدولية، في إطلاق قنبلتين من طيرانها. وفي 18 و19 يوليو توقّف المراهنون على وقف إطلاق النار وضعف حزب الله، والمرشد الإيراني علي خامنئي يؤكد رفضه الشديد لنزع سلاح حزب الله، والحزب يسجل يوم 18 يوليو رقماً قياسياً في عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقها.

تستمر الحرب، ولا تتبدل النظرة الإسرائيلية من القوات الدولية: "لا شيء تغير، منذ إنشاء هذه القوات، عام 1978. الإسرائيليون الذين ينظرون إلينا، يوماً بعد آخر، منذ 28 عاماً، واعون بهذا. وهم يحاولون تحقيق الفوائد من ضعفنا كي يقوموا بإزاحتنا. ولن يتوقفوا عن تخيل الحلول في الأيام المقبلة". 21 يوليو، يتعرّض موقع للقوات الدولية لقذيفة من الموقع الإسرائيلي القريب من مروحين، فتتهم إسرائيل حزب الله، وبعد تحقيق يتأكّد أن الإسرائيليين هم من أطلق القذيفة، لأن حزب الله لا يمتلك مثل هذا السلاح. "من الواضح أن احتجاجي الرسمي لن يفيد، فقد تواصلت الحوادث. كل شيء جيّد للجيش الإسرائيلي لخدمة قضيته، بما فيها البيانات المغلوطة"، "أما حزب الله فقد رفض مشروع الأمم المتحدة الذي يقترح وقف إطلاق النار وتحرير الأسيرين الإسرائيليين".


ثمة من يريد منا أن نرحل، ولكننا سنبقى

توالي يوميات الحرب

تتوالى يوميات حرب 2006 يوم 21 يوليو. إسرائيل تغرق المنطقة بمناشير وبيانات وبإعلانات بواسطة مكبرات الصوت. حرب 2006 تتخذ أشكالاً أخرى. ويوم 22 يوليو، الجنوب اللبناني يُفرَغ من أهاليه. يوم 25 يوليو، يتحدث عن مأساة أخرى في بلدة الخيام. يقصف الإسرائيليون موقف الخيام الذي كان فيه أربعة ضباط أمميين غير مسلحين، وعلى الرغم من توسلات الجنرال، استمر القصف. النتيجة ثلاث جثث لضباط دوليين، والجثة الرابعة لكولونيل صيني لم يعثر عليها. يطالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالتحقيق، ترفض إسرائيل ذلك وترفض تسليم أي وثيقة عن الأمر، وتعزو ما حصل "لخطأ معلوماتي. حاسوب الطائرة اشتبه عليه موقع قوات الأمم المتحدة فتصوره موقعاً لحزب الله كان يوجد على بعد 200 متر". لكن الوقاحة الإسرائيلية وصل مداها إلى: "الأمر مفاجئ! تأخّروا حتى في أداء الحد الأدنى، أي تقديم اعتذار!".

26 يوليو يتحدث بيليغريني عن مقاومة بنت جبيل. وقد أدركت إسرائيل أنه من أجل إسكات صواريخ حزب الله، عليها أن تتقدم على مستوى البر. ويوم 27 يوليو، وبينما يؤكد رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس أن قواته "ألحقت خسائر استراتيجية ضخمة" بحزب الله، فإن قواته لم تستطع أن تسيطر على بنت جبيل وواصلت تلقي خسائر. "حاولوا التحرر من هذا العائق من خلال إنزال قوات خاصة، من دون التأثير على تصميم حزب الله".

28 يوليو، الحرب مستمرة والجنرال بيليغريني يحاول الحفاظ على أرواح جنوده، بعد أن قتلت إسرائيل عدداً منهم. يقول إنه لم "يطلب منه أحد أن ينسحب من لبنان"، ويصر على هذه الحقيقة: "ثمة من يريد منا أن نرحل، ولكننا سنبقى"، وليس بخلاف أن الإسرائيليين هم الذين يريدون هذا الرحيل، حتى لا يشاهد أحد سير عمليات حرب 2006 وطبيعتها. يوم 29 يوليو، الجيش الإسرائيلي ينسحب من بيت جبيل. "على الرغم من التعزيزات العسكرية لم تستطع إسرائيل السيطرة على بنت جبيل، التي أصبحت رمزاً للمقاومة اللبنانية في مواجهة المعتدي".

تقارير عربية
التحديثات الحية

أكثر من أسبوعين من الحرب ولم تستطع إسرائيل أن تستولي على خطوط الدفاع الأولى لحزب الله. فشل حملة الطيران واضحٌ، وجاء الآن دور الحملة البرية. ويوم 2 أغسطس/ آب 2006 انفجارات في كل الجبهات. وفي 3 أغسطس قررت إسرائيل الوصول إلى نهر الليطاني. يوم 4 أغسطس قوات الأمم المتحدة تعثر على الجثة الرابعة للضابط الصيني في الخيام. 24 ساعة من القتال لم تتح للإسرائيليين التقدم، وحزب الله يُواصل إطلاق صواريخه ووصلت إلى 300 صاروخ في يوم واحد. وفي 5 أغسطس لا مخرج بعد من الحرب، وفي يوم 6 أغسطس: كم من الوقت ستستمر عليه هذه الحرب؟

تقدم إسرائيلي ومقاومة حزب الله

تستمر حرب 2006 وتتقدم القوات الإسرائيلية في المناطق المكشوفة بفضل طيرانها وقوتها التدميرية الهائلة وبفضل الصواريخ الأميركية الجديدة، ولكن ظلت بنت جبيل ومرجعيون عصية عليهم. وهكذا في 8 أغسطس كانتا هدفين إسرائيليين. وقد أحصت الأمم المتحدة إطلاق الحزب 140 قذيفة على الإسرائيليين. "والمثير للدهشة أن بعضها كان صادراً من مواقع تجاوَزَها الجيش الإسرائيلي".

9 أغسطس: نوع من سباق محموم مع الزمن. وكأن الإسرائيليين خائفون من وقف لإطلاق النار، وبالتالي كان يرون ضرورة امتلاك أكثر الأوراق من أجل فرض موقفهم في وقف لإطلاق النار، ومن بينها الاستيلاء على أراضٍ كثيرة. "الحكومة اللبنانية تعرف أن خصمها الإسرائيلي يقترب أكثر فأكثر من الليطاني، قبل وقف إطلاق النار في حرب 2006، فتمنت أن يواصل حزب الله مقاومته، لكن من دون السقوط في فخ دفع وحدات من قواتها لمؤازرة حزب الله".

10 أغسطس: احتلال مرجعيون: وبينما كانت فرنسا وأميركا صاحبتا القرار الأممي المشؤوم تنشطان في أفق اقتراح لوقف المعارك، كانت إسرائيل تصل إلى مرجعيون، وتم اختيارها لكونها تضم أغلبية سكانية مسيحية. وفي 11 أغسطس صدر قرار جديد بصدد القوات الأممية في لبنان. وفي 12 أغسطس لا وجود لأي هدنة على الأرض، بينما الحكومة اللبنانية توافق على القرار الأممي 1701 ويعلن حسن نصر الله أنه سيحترم كل وقف قادم لإطلاق النار.


خسر قسماً كبيراً من ترسانته من القذائف والصواريخ في حرب 2006

يتحدث بيليغريني عن مظاهر من الحقد الإسرائيلي قبيل انتهاء الحرب: "إذا كان بالإمكان التشكيك في التفوق الإسرائيلي على الأرض، فإنه بالطبع ليس هو الحال فيما يخص أعالي السماء حيث تواصل الطائرات الإسرائيلية حركاتها. وقد عادت من جديد إلى الخيام، إذ تم تدمير عدة فيلات بالصواريخ. ما الذي يمكن أن يؤاخذ عليه أصحابها؟ انتماؤهم أو دعمهم لحزب الله؟". يوم 13 أغسطس، بعد موافقة لبنان وافقت الحكومة الإسرائيلية بدورها على وقف الحرب. ويوم 14 أغسطس هو يوم وقف العمليات العسكرية.

حصيلة حرب 2006

اعتبر حزب الله نهاية حرب 2006 بأنها "انتصار إلهي"، ولكن الجنرال الفرنسي بيليغريني قال: "عدا قتلاه وجرحاه، فقد استهلك حزب الله أو خسر قسماً كبيراً من ترسانته من القذائف والصواريخ... ولكن، بالتأكيد، حافظ الحزب على جناحه العسكري ومجموع وسائله العسكرية... وهو يظل الأقوى والمهيمن، من دون تقاسم، على الحياة السياسية (اللبنانية) هذه اللحظة". أما إسرائيل، فقياساً مع قوتها وسمعتها وجبروتها، فقد لحق بها الفشل والفوضى، ولعلّ رئيس الأركان الذي خلف حالوتس الجنرال بيني غانتس على حق بقوله: "لقد وضعنا تخطيطاً لقطار بالغ السرعة، ولكن ما فعلناه يشبه أكثر حافلة حدّت من سرعتها أضواءُ المرور الحمراء".

والخلاصة بالنسبة للجنرال بيليغريني، إذ يعتبر نفسه أميناً على عمله، هي صبر القوات الأممية، ويرى "أنها لا تزال هنا، ومستقبلها أكّده تبني القرار الأممي الجديد. وستواصل الأمم المتحدة مهمة السلام في جنوب لبنان". وحين غادر مهمته في لبنان عام 2007، قال "دور القوات الأممية يظل محلياً، ولكنه دور لا يمكن تجاهله. لا يشارك في التطورات الكبرى ولكنه يساعد في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة عملياته. بالتأكيد هو لا يستطيع منع صراع جديد بين لبنان وإسرائيل، ولكنه سيكون قادراً على إطلاق رصاصات تحذيرية في وجه المعتدي، وتسجيل تصميم الأمم المتحدة على معارضة كل مواجهة".

المساهمون