ذكرت صحيفة "هآرتس" صباح اليوم الجمعة، أن التفاصيل التي تسربت عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة باسم "صفقة القرن"، تشير إلى أن الولايات المتحدة، تعتزم فعلاً عرض إعلان قرية أبو ديس شرقي القدس المحتلة، باعتبارها العاصمة الفلسطينية، مقابل انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى فلسطينية محيطة بالقدس المحتلة، كانت الحكومات الإسرائيلية قد ضمتها لمنطقة نفوذ بلدية القدس، بعد الاحتلال في العام 1967.
ووفقاً لـ "هآرتس" ستبقى البلدة القديمة من القدس المحتلة، تحت سيطرة وحكم الاحتلال، ويبدو أيضاً بحسب عاموس هرئيل، أن ترامب لن يشمل في خطته، اقتراحات لانسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات التي توصف بأنها معزولة، ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة (مثل كتلة مستوطنات أريئيل، (جنوب نابلس) ومستوطنات غوش عتصيون قرب بيت لحم، ولا مستوطنات معاليه أدوميم. كما تنص خطة ترامب على إبقاء الأغوار الفلسطينية تحت سيطرة حكومة الاحتلال، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة.
واعتبر هرئيل أنه إذا ثبت نهائياً أن هذه هي المقترحات الأميركية فعلاً، فإن ذلك يعني "أقل من دولة"، وهي مقترحات بعيدة كل البعد عن استيفاء الحد الأدنى من الشروط الفلسطينية، لذلك، فإنها ستواجه برفض فلسطيني، ولن تعتبر نقطة لا يمكن حتى إطلاق المفاوضات منها، في المقابل فإن "الإغراءات" التي تعرضها خطة ترامب هي رزمة من الدعم المالي، تقدمه بالأساس السعودية ودول خليجية أخرى.
وبحسب "هآرتس"، فإن المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في عمان، مع العاهل الأردني مطلع الأسبوع تتصل أيضاً، بالمخاوف الأردنية من منح السعودية ودول خليجية أخرى، موطئ قدم في الحرم القدسي الشريف، وهو ما يفسر تصريحات نتنياهو عن التزام حكومته بالدور الخاص للأردن في الحرم القدسي الشريف، وهو ما يشكل أحد مصادر الشرعية للنظام في الأردن.
في المقابل، ذكرت صحيفة "معاريف"، أن هناك مخاوف في إسرائيل من أن تمنح الخطة الأميركية، بعض الدعم لمواقف فلسطينية بينها احتمال إقامة قنصلية أميركية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، ومطالبة إسرائيل بالتنازل عن السيادة في الأحياء الفلسطينية الأربعة الواقعة وراء جدار الفصل العنصري.
ويأتي ذلك، مع ترقب وصول الموفد الأميركي جيسون غرينبلات وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنير، إلى إسرائيل اليوم، بعد جولة لهما هذا الأسبوع في عدد من الدول العربية، لعرض الخطة الأميركية.