تركيا: اعتقال "الداعية" الجدلي هارون يحيى المتهم بـ"العمالة" للموساد

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
إسطنبول
11 يوليو 2018
32D852EE-72DB-4FA0-BEC9-C16AD57296DC
+ الخط -

اعتقلت السلطات الأمنية التركية، اليوم الأربعاء، "الداعية" التركي المثير للجدل عدنان أوكتار، المعروف باسم هارون يحيي، والذي شكل ظاهرة في الفترة الأخيرة في تركيا باعتماده نمطا مثيرا في "الدعاية الدينية" عبر قناة تلفزيزنية يمتلكها، مما أثار حفيظة المجتمع والسلطات التي سبق أن فرضت عقوبات على قناته بناء على شكوى بحقه.

وحلّت القوى الأمنية بمنزل أوكتار صباح اليوم، إذ قاوم هو وحرسه، ما استدعى طلب تعزيزات عقب حصول اشتباك مسلح وهروبه، قبل اعتقاله برفقة حرسه، فضلا عن عدد من أنصاره.

وشملت العملية الأمنية اليوم 235 آخرين مشتبها بهم، وجرت في خمس ولايات، أهمها إسطنبول، حيث تمت مصادرة مجموعة من الأسلحة والدروع، واعتقال المشتبهين، ومداهمة القناة التلفزيونية التي تبث برامج أوكتار، في حين أشارت مصادر إعلامية تركية إلى أن من بين المعتقلين أكثر من مائة امرأة.

وأوضحت مديرية الأمن في إسطنبول، في بيان صدر عنها اليوم، أن أوكتار مطلوب أمنيا بتهم عديدة، منها ارتكابه مخالفات مالية عديدة، واستخدام الأطفال، والاستغلال الجنسي، والتجسس، واستغلال المشاعر الدينية، والنصب والاحتيال، فضلا عن عشرات من التهم. 

ومن بين التهم الخطيرة التي وجهت لأوكتار تسريب معلومات ووثائق لأجهزة استخبارات خارجية، وهي "الموساد" الإسرائيلي.

وبحسب مصادر إعلامية، وصل عدد العرائض التي طالبت بإغلاق القناة وإغلاق كل وسائل بث برنامج "هارون يحيى" إلى 261، في الوقت الذي قدم فيه 151 مواطناً شكاوى تتعلق بإساءة البرنامج للدين والعرق والمذاهب، كما تقدم 121 مواطناً بشكاوى مباشرة تتعلق بشخص عدنان أوكتار، بينما قُدمت 102 شكوى تتعلق ببث البرنامج لمحتوى جنسي، و52 شكوى تقول إن البرنامج يؤثر على الأطفال، و14 شكوى تشير إلى الإساءة للمساواة بين الجنسين.

وبسبب "التلكؤ" في الاستجابة للشكايات، لجأ بعض المواطنين إلى تقديم الشكاوى إلى مركز الاتصال الخاص برئاسة الجمهورية، ومركز الاتصال الخاص برئاسة الوزراء، حيث بلغ عدد الشكاوى المُقدمة للجهتين 22 شكوى.


وأوكتار يعرف باسم "المعلم عدنان"، واشتهر بنوع خاص في الدعاية الدينية، يقوم على إعطاء دروسه بين فتيات سافرات، ويرقص معهن مرات عديدة. 

وينسب إلى أوكتار اهتمامه بالجانب الديني منذ صغره، إذ تشير مصادر إلى "حفظ قسم كبير من القرآن وهو طفل صغير، ثم درس الفقه الحنفي إلى جانب دراسته بأنقرة حتى انتقل عام 1979 إلى إسطنبول".

وكوّن أوكتار خلال دراسته الفنون الجميلة بجامعة المعمار سنان بإسطنبول جماعة دينية صغيرة، خلال إعلانه المعاداة للماسونية والشيوعية وقتذاك، قبل أن يتم اتهامه بالتحريض على ثورة دينية، سجن إثرها 19 شهراً، قضى منها 10 أشهر في مصحة نفسية.

وبعد إطلاق سراحه، عاود أوكتار تأسيس جماعة دينية، ومن ثم مؤسسة بحثية، يقال إنها أهم مصادر أمواله، والتي تطورت إلى حين دخوله قطاع الإعلام والتجارة، ليسطع نجمه خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد عام 2006 حين أصدر كتابه "أطلس الخلق" تحت اسمه المستعار هارون يحيى، ويقول فيه إن "نظرية التطور لداروين هي السبب في الإرهاب العالمي". 

ويزعم الموقع الإلكتروني لقناته أنه كتب أكثر من 300 مؤلف ترجمت إلى 73 لغة. 

وتعتبر العملية من أولى أكبر العمليات التي تنفذ في ظل النظام الجديد في تركيا، حيث دخلت البلاد الاثنين الماضي حقبة جديدة مع تولي الرئيس رجب طيب أردوغان مقاليد الحكم رئيسا بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي أجريت في 24 يونيو/ حزيران الماضي.

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..