وفي المسجد الأقصى، طغت اقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم بالتعاون مع قوات الاحتلال على المرابطين والحراس، على خطبة خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، الذي حذّر من تبعات وتداعيات ما جرى ويجري، مناشداً المواطنين تكثيف رباطهم في المسجد والتصدي لمحاولات الاحتلال فرض أمر واقع هناك.
وذكّر الشيخ صبري، جموع المصلين، بانتفاضة الأقصى الثانية في عام 2000، والتي فجرتها الزيارة الاستفزازية لباحات الأقصى من قبل وزير جيش الاحتلال، أرئيل شارون، حيث استُشهد وجُرح في حينه مئات الفلسطيينين، مؤكداً على "إسلامية المسجد الأقصى بقرار رباني، وهو حق حصري للمسلمين".
ويصادف، اليوم، الذكرى الثامنة عشرة لاقتحام شارون المسجد الأقصى، ما تسبب في اندلاع ثورات من الغضب على هذا الاستفزاز. وتفجّر ما عُرف بالانتفاضة الثانية ضد الاحتلال، حيث اجتاح خلالها شارون مدن الضفة الغربية وحاصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر المقاطعة، فيما استُشهد حوالى أربعة آلاف شخص، وأصيب الآلاف، خلال سنوات الانتفاضة الثانية، والتي كان رمزها الطفل الشهيد محمد الدرة.
بالتزامن، أدى مواطنون صلاة الجمعة، في قرية الخان الأحمر، وانطلقوا بعد ذلك، بمشاركة أجانب وممثلين عن مختلف القوى الفلسطينية ورجال دين مسيحيين، في مسيرة حاشدة رفعت الأعلام الفلسطينية، ورددوا فيها الهتافات الوطنية الرافضة لإخلاء القرية وهدمها وتشريد قاطنيها.
وحاصرت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة ومنعتهم من التقدم إلى الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، وسط تدافع بين الجانبين، لتعلن القوات بعدها المنطقة عسكرية مغلقة وتغلق مدخل القرية وتمنع دخول المركبات إليها.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، طالب أمين سر حركة "فتح"، شادي مطور، بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة إجراءات القمع الاحتلالية، مؤكداً تصميم أهالي القرية ومسانديهم على خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له، في حال قرر تنفيذ عملية الهدم خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما دعا مطور، المبعد عن المسجد الأقصى، المواطنين، إلى التواجد المكثف في ساحات الأقصى خلال الاقتحامات الصباحية التي ينفذها المستوطنون، مؤكداً على الترابط بين قضيتي الأقصى والخان الأحمر.
على صعيد آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشارع الرئيسي، المعروف بشارع 60، الذي يربط بين مدينتي نابلس ورام الله، وذلك من أجل تأمين ماراثون رياضي نفّذه المستوطنون، صباح اليوم.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال منعت المركبات العربية من المرور عبر الشارع القريب من مستعمرة "رحاليم" وصولاً إلى مستعمرتي "شيلو وجفعات أريئيل" المقامات على أراضي قرى جنوب نابلس، وذلك تأميناً لماراثون المستوطنين.