الجزائر: تحذيرات من قمع المظاهرات... والحراك يجدد رفض الانتخابات وينتقد قائد الجيش
حذر ناشطون السلطة والشرطة من استفزاز المتظاهرين ومحاولة قمع التظاهرات، على خلفية الاعتقالات التي قامت بها قوات الأمن صباح اليوم ووصفت بالسلوك القمعي، فيما تدفق الآلاف من المتظاهرين بعد صلاة الجمعة إلى وسط العاصمة الجزائرية وكبريات المدن، للتنديد بالقمع ورفض والتنديد بمماطلة قائد الجيش في الاستجابة لمطالب الشعب.
وشهدت العاصمة الجزائرية مظاهرات صاخبة ظهر اليوم، بعدما فرغ المصلون من صلاة الجمعة، حيث تدفق الآلاف على شارع ديدوش مراد وساحة أودان بالقرب من الجامعة المركزية حتى ساحة البريد المركزي، وحشد الناشطون المتظاهرين، وأطلقوا حملات للتعبئة منذ صباح اليوم، بعد بدء قوات الشرطة في اعتقال عدد من الناشطين والمتظاهرين قرب ساحة البريد.
وأطلقت شعارات حادة باتجاه قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بسب مواقفه التي يصفها المتظاهرون بـ"المترددة" إزاء الاستجابة لمطالب الشعب، وعدم رفع يده عن دعم الشخصيات المرفوضة سياسيا وشعبيا، كرئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي، وانتقدت الشعارات قايد صالح ووصفته بأنه "رجل يحاول أن يلعب نفس دور عبد الفتاح السيسي في مصر"، ورفع المتظاهرون شعار "الجزائر ليست مصر ولن يكون فيها سيسي"، كما هتفوا "دولة مدنية وليس عسكرية".
وجدد المتظاهرون موقفهم الرافض لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواء في تاريخها المحدد في الرابع من يوليو/ تموز المقبل، أو في تاريخ آخر في حال ظلت رموز نظام الرئيس المعزول، عبد العزيز بوتفليقة، في الحكم، في صورة بن صالح وحكومة بدوي، ورفعوا شعارات "لا انتخابات يا حكومة العصابات"، وظهر للمرة الأولى شعار جديد "الجزائر أمانة نهبها الخونة"، ردده المتظاهرون طويلا.
وسحبت السلطات نسبيا أعدادا من قوات الشرطة كانت نشرتها صباح اليوم وسط العاصمة إلى
وفي السياق، أثارت حملة الاعتقالات التي نفذتها قوات الشرطة صباح اليوم في حق متظاهرين وناشطين، وقمع صحافيين، قلقاً وحفيظة لدى القوى والشخصيات النشطة. ودان المحامي مقران آيت العربي ما وصفها بـ"عمليات الاستفزاز" من طرف حكومة رفضها الشعب.
وقال في تصريح صحافي: "من حق الشعب أن ينظم المسيرات السلمية وأن يتنقل عبر التراب الوطني بكل حرية. ولكن اليوم قامت مصالح الأمن بمنع الدخول إلى الجزائر العاصمة وحاولت احتلال الشوارع والساحات بقوة فاقت الأسابيع السابقة. كما قامت بنزع رايات الأمازيغية قصد الاستفزاز. وتم إيقاف عشرات الأشخاص واقتيادهم إلى مراكز الأمن"، مشيرا إلى أن "القمع دليل الضعف والارتجالية وانعدام رؤية واضحة للاستجابة لمطالب الثورة السلمية".
وسارع المحامي والوجه البارز في الحراك الشعبي مصطفى بوشاشي، لانتقاد حملة الاعتقالات، وقال في تصريح خلال مظاهرات اليوم الجمعة إنه "ندد بكل قوة بقمع المتظاهرين بأمر من حكومة رفضها الشعب. يجب احترام حق الشعب في المسيرات والمظاهرات السلمية، وبرفع الرايات التي يريدها"، كما طالب بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين"، مضيفا أن "الإجراءات التي قامت بها السلطات صباح اليوم، والمتمثلة في التعزيزات الأمنية والاعتقالات، هي إشارة إلى أنه لا توجد نية صادقة للذهاب إلى تحقيق مطالب الشعب، والدليل أن هذه الاعتقالات والسلوكات البوليسية تأتي بعد ثلاثة أشهر من الحراك السلمي".
وتزامناً مع مسيرات العاصمة الجزائرية، التي تعيش للجمعة الخامسة على التوالي حصاراً على مداخلها، لمنع وصول المتظاهرين من المدن والولايات القريبة، شهدت كبريات المدن مسيرات حاشدة رفضاً لإجراء الانتخابات تحت وصاية رموز نظام بوتفليقة. ففي مدينة تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل، رفع المتظاهرون شعارات مناوئة لقائد الجيش، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي يصر فيها على حل دستوري والتمسك بالحكومة.