تُرجم الاتفاق بين رؤساء الدول الضامنة في سورية (تركيا وروسيا وإيران)، خلال قمة أنقرة التي عُقدت في السادس عشر من الشهر الحالي، بالإعلان رسمياً، أمس الاثنين، عن تشكيل اللجنة الدستورية السورية، بعد أكثر من عام ونصف العام من عمل النظام على عرقلة إطلاقها عبر إغراق جهود الأمم المتحدة بالتفاصيل كسباً للوقت لمواصلة مسعاه لحسم عسكري يمكّنه من فرض رؤيته للحل السياسي في سورية، وسط توقعات بمعركة جديدة على خلفية تباين الرؤى بين النظام والمعارضة بشأن أهداف اللجنة، ولا سيما أن المعارضة تريد وضع دستور جديد بينما يصر النظام على إجراء تعديلات دستورية حصراً.
وبعد زيارة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن للعاصمة دمشق ولقائه وزير خارجية النظام وليد المعلم، أمس، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تشكيل اللجنة الدستورية، مضيفاً في تصريح للصحافيين، أمس: "ستسهل الأمم المتحدة في جنيف عملها"، مشيراً إلى أن اللجنة ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة.
وبعد زيارة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن للعاصمة دمشق ولقائه وزير خارجية النظام وليد المعلم، أمس، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تشكيل اللجنة الدستورية، مضيفاً في تصريح للصحافيين، أمس: "ستسهل الأمم المتحدة في جنيف عملها"، مشيراً إلى أن اللجنة ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة.
ونقلت الوكالة عن المعلم تأكيده "التزام سورية بالعملية السياسية"، مجدداً استعدادها "لمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري - السوري للوصول إلى حل سياسي بقيادة وملكية سورية بالتوازي مع ممارسة حقها الشرعي والقانوني في الاستمرار في مكافحة الإرهاب وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية". وأضافت الوكالة أن بيدرسن "قدّم عرضاً حول نتائج لقاءاته التي أجراها في الفترة الماضية، مشيداً بالتقدم الحاصل في العملية السياسية ومؤكداً استعداده لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في تيسير الحوار السوري - السوري وتحقيق النتائج المرجوة".
وكانت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام، قد استبقت اللقاء ناقلة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، قولها إن المبعوث الخاص إلى سورية سيتجاوز الشروط التي وضعها الائتلاف السوري المعارض، وسيمضي في تشكيل اللجنة وفقاً للقرار 2254. وزعمت المصادر، وفق الصحيفة، أن بيدرسن جاء من أجل "إطلاع" قيادة النظام على الإجراءات والآليات التي ينوي اتباعها من أجل الحصول على "موافقتها". وكان الائتلاف السوري المعارض قد طالب، في وقت سابق، بعدم حصر عمل اللجنة في إدخال تعديلات على الدستور الحالي فقط، وأن تعمل على وضع دستور جديد يقلّص صلاحيات رئيس الجمهورية، لتُوزَع السلطات على الرئيس والبرلمان ومجلس الوزراء. وقالت المصادر التي نقلت عنها صحيفة "الوطن" إن بيدرسن سوف يبحث في الإجراءات وآلية عمل اللجنة الدستورية، بعد الاتفاق على أسماء هذه اللجنة كاملة، مشيرة إلى أن النظام ظل متمسكاً بلائحة الأسماء التي قدّمها، رافضاً إجراء أي تغيير عليها.
وقبيل الإعلان عن تشكيل اللجنة، أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة يحيى العريضي، أن لدى المبعوث الأممي النظام الداخلي والقواعد الإجرائية المتفق عليها مسبقاً، مضيفاً: "بيدرسن في دمشق لأخذ موافقة النظام النهائية". وأشار في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن موضوع اللجنة الدستورية "أشبع بحثاً ورفضاً ومن ثم موافقة على مدى عام ونصف العام، ولم يعد أمام النظام أي هامش مناورة لتعطيل تشكيل اللجنة". وأوضح العريضي أن اللجنة تعمل تحت يافطة القرار الدولي 2254 الذي حدد إطاراً زمنياً للجنة، مشيراً إلى أن المعارضة تأمل أن تكون هذه اللجنة بوابة للحل السياسي. ولفت إلى أن القواعد الإجرائية تنص على الرئاسة المشتركة بين النظام والمعارضة، وأن نسبة التصويت يجب أن تكون 75 في المائة على أي قرار إشكالي، وأن يخضع مشروع الدستور لاستفتاء شعبي داخل سورية وخارجها، مضيفاً: "هاجسنا (المعارضة) سورية، وهاجس النظام الاستمرار في السلطة".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر القرار رقم 2254 يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015 والذي نصّ على تشكيل هيئة حكم ذات مصداقية، وتشمل الجميع وغير طائفية، واعتماد مسار صياغة دستور جديد لسورية في غضون ستة أشهر. وجدد القرار الذي اعتمد بيان جنيف ودعم بيانات فيينا الخاصة بسورية باعتبارها الأرضية الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي، دعم مجلس الأمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة. وكانت المعارضة قد وافقت على البحث في المسألة الدستورية قبل الانتقال السياسي نتيجة ضغوط إقليمية ودولية في مخالفة صريحة لمضمون القرار الدولي 2254 الذي تبنّى بيان جنيف1 الذي دعا إلى تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات تمهد الطريق لوضع دستور جديد للبلاد.
في المقابل، ترفض "الإدارة الذاتية" التابعة للجانب الكردي في شمال شرقي سورية، وفق تصريحات مسؤولين فيها تعاقبت منذ الشروع في عملية تشكيل اللجنة من الأمم المتحدة العام الماضي، أي نتائج تصدر عن اللجنة، بسبب استبعاد الأحزاب الكردية التي تنضوي تحت هذه الإدارة، وفي مقدمتها حزب الاتحاد الديمقراطي. ويمثل الأكراد السوريين من قِبل المعارضة المجلس الوطني الكردي، بينما ضم النظام شخصيات كردية موالية له إلى الأسماء التي تمثله في اللجنة. كما ترفض "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تسيطر على نحو ثلث سورية (منطقة شرقي الفرات)، أي دستور يمكن أن يتمخض عن اللجنة الدستورية بسبب استبعادها هي الأخرى عن هذه اللجنة. وقال بسام إسحق، عضو الهيئة الرئاسية والرئيس المشترك لممثلية "مسد" (المجلس السياسي لقسد) في واشنطن، في حديث مع "العربي الجديد": "أي دستور يهمش ممثلي 5 ملايين سوري لا يمكن أن يؤدي للاستقرار، ونحن غير ملزمين بدستور لم نشارك بصياغته".