الإكراه هو الشائبة الثانية التي تفسر الانتقائية الألمانية للذنب المؤسس للهوية الوطنية، هنا يبدو واضحا دور النظام السياسي في فرض الهوية الوطنية، والذاكرة الجمعية
لم تبدأ سياسات الإبادة الجماعية تجاه قطاع غزة مع الرد على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بل سبقت ذلك بفترة طويلة، إذ جاء الهجوم نتيجة لـ 16 عام من الحصار
اجتمعت كلّ القيادات السياسية في أوروبا وأميركا لدعم حكومة دولة الاحتلال، وإطلاق يدها لارتكاب المجازر الجماعية في قطاع غزّة، تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، ضاربين عرض الحائط بكلّ الاتّفاقيات الدولية، خاصّةً اتّفاقيات جنيف الأربع، التي تنظم حالة الحرب
رغم ارتقاء العامل التحرري الذاتي الفلسطيني؛ في "طوفان الأقصى"، إلى مستوىً متميزٍ جدًا، فإن هشاشة النظام الإقليمي، وضعف تماسكه، وغياب إرادته الحاسمة، قد قلّصت من قدرة الفاعلين الإقليميين على الضغط في اتجاه تغيير السياسات الأميركية- الإسرائيلية
بعد الرد الإسرائيلي الدموي، وسقوط آلاف الشهداء الفلسطينيين، تبدت معالم موقف أنقرة العامّ في رفض الخيار العسكري، والمطالبة بهدنةٍ إنسانيةٍ لإدخال المساعدات، ثم وقف إطلاق النار نهائياً، ورفع وتيرة التواصل مع الدول العربية والإسلامية والعواصم المعنية
إلّا أنّ بوادر هذه الموجة العالمية التاريخيّة من التضامن قد بدأت في التشكل منذ الأيّام الأولى لردة الفعل الإسرائيليّة على السابع من أكتوبر، ولم تهضم البروبوغندا الإسرائيليّة، التي أصبحت فعلًا يوميًا لتبرير هذه الحرب على المدنيين
تحيز وسائل الإعلام الغربي، وتبريرها لجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، التي يقترفها الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، ولا سيّما في قطاع غزّة، وصلا إلى درجةٍ من القبح استفزت حتّى العاملين في تلك المؤسسات