هناك الكثير من المتغيرات الفلسطينية والعربية والدولية التي تؤشر إلى تراجع مكانة القضية الفلسطينية في الوجدان الإنساني عموما، وفي قلب الأحداث العالمية والإقليمية بما فيها العربية، دون أن يعني ذلك غيابا كاملا للمؤشرات المعاكسة.
أثبتت تجارب الشعوب فعالية المقاطعة بأشكالها المتعددة كسلاح سلمي يمكن اللجوء إليه لتحقيق أهداف معينة، سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية. ولعل المثال الأبرز والأقرب هو تجربة جنوب أفريقيا، حيث لعبت المقاطعة دوراً كبيراً في إسقاط نظام الفصل العنصري.
ولدت الهوية الفلسطينية الحديثة من الانقطاع التاريخي الذي جرى بفعل النكبة. أي ولدت الوطنية الفلسطينية بعد غياب الوطن وغياب أصحاب الوطن عن وطنهم. ويمكن القول، شكلت الهزيمة قطيعة نهائية مع التاريخ الفلسطيني السابق على الاقتلاع.
يبدو العنوان مناسباً ومعبّراً جدّاً عن واقع الفلسطينيين في زمن كورونا فلم يواجه الشعب الفلسطيني الوباء كمجموعة واحدة بوسائل وأساليب موحدة متفق عليها، وإنما بعدة أساليب ووسائل بينما بقي نصف الشعب تقريباً وحده.
تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية بهدف واضح وصريح، وهو تنظيم الشعب الفلسطيني وتعبئة طاقاته عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، في معركة تحرير فلسطين، بعد أن أوحى تنامي حركة التحرر الوطنية في سبعينيات القرن المنصرم بتحققه.
على مدى أسابيع قليلة من انتشار فيروس كورونا في فلسطين التاريخية، استمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسات واتخاذِ إجراءات استعمارية وعنصرية بحق الفلسطينيين فيها وفي القدس والضفة الغربية.
في البداية، لا بدّ من القول إن هذا الفيروس الذي يعيث فساداً في فلسطين التاريخية بأكملها لا يكترث بخطوط حمر أو خضر. الفيروس التاجي هذا جاء لكي يوحد فلسطين التاريخية، وذلك كاستكمالٍ لتلك الوحدة التي قام بها فيروس الاحتلال.