"العربي الجديد" في أوديسا الأوكرانية... حياة تحت الحصار تتخللها صفارات الإنذار
لا يتوقّف دويُّ صفّارات الإنذار في سماء مدينة أوديسا الأوكرانية جنوبي غربي البلاد؛ التي يُحاصرها الأسطول الروسي من ناحية البحر الأسود منذ بدء اليوم الأول للحرب التي تشنّها موسكو على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي.
ورغم الحصار المُحكم من قبل السفن الروسية والصواريخ التي تُطلقها على ضواحي المدينة من آن لآخر، والإنذارات التي تدعو الناس للدخول إلى المخابئ؛ إلا أن أهالي مدينة أوديسا يحاولون العودة إلى "حياتهم الطبيعية" ولو في أبسط مظاهرها.
كاميرا "العربي الجديد" وثّقت بعدساتها عودة الحياة تدريجيا للمتنزهات وساحات الرياضة العامة، إذ خرج العديد من أهالي مدينة أوديسا غير عابئين بالسفن الروسية وصواريخها وصفارات الإنذار المدوية ليلا ونهاراً.
ورغم أنّ الخوف قائم ما دامت السفن راسية في مياه البحر الأسود؛ إلا أنّ التعلق بالحياة أقوى منه لدى سكان مدينة أوديسا.
ويعتقد الأهالي أن العودة إلى الحياة الطبيعية ربما يكون أحد سبل إنهاء هذه الحرب التي تدور رحاها على أرض يتعهد قاطنوها أنهم لن يتركوها للسفن الروسية وركابها "مهما كان الثمن".
ويقول الشاب عليم: "في هذا الوقت الذي نحياه، يجب أن نحافظ على قوتنا الجسدية والروحية، ورغم أن الخطر موجود بجانبنا في البحر، فإننا يجب أن نحافظ على الهدوء". وتابع: "التفكير السليم هو الخروج لممارسة الرياضة حتى نستطيع المحافظة على هدوئنا؛ فأنا أعتقد أن هذا الوقت سيمر، وسننتصر في النهاية حينما يتقرر ذلك".
أما المواطنة الأوكرانية سندي فتشير إلى أن "الحلّ يكمن في ممارسة حياتنا الطبيعية كي نظهر تماسكنا (..) أعتقد أن هذه الأزمة ستمر قريبا، وهذا ما نصلي من أجله ونرجوه كثيرا".
من جانبه، يقول يوري: "بغضّ النظر عما يجري من أحداث، فنحن نخرج لممارسة الرياضة مع أطفالنا 3 مرات في الأسبوع حتى لا نصاب بالكسل، كما أننا لا نخاف ولا نخشى السفن الحربية الروسية في البحر الأسود، فنحن نريد السلام، وأنا على يقين أننا سننتصر".
فيما يحرص الطفل الأوكراني سيرغي على ممارسة الرياضة للمحافظة على لياقته، لافتا إلى أنه يجب عليه التدريب ثلاثة أيام في الأسبوع، لكي يستطيع أن يحقق حلمه ويصبح لاعب كرة قدم، رغم أن الخوف من الحرب يسيطر عليه.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو. وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".