فرضت حركة طالبان، السبت، على النساء ارتداء البرقع في الأماكن العامة، في أحد أكثر القيود صرامة عليهنّ منذ سيطرة الحركة المتشددة على الحكم مجدداً العام الماضي.
ووفقاً للمرسوم الصادر عن "وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، "ينبغي على النساء وضع التشادري (تسمية أخرى للبرقع) تماشياً مع التقاليد".
وأضاف المرسوم أن النساء متوسطات العمر "ينبغي أن يغطين وجوههن باستثناء العينين بما تنص عليه أحكام الشريعة عندما يلتقين رجالا من غير المحرمين"، وأَوضح أنه "يفضل أن تلازم النساء المنزل" إذا لم يكن لديهن عمل مهم في الخارج.
وفي المرسوم، أن مسلحي طالبان سوف يحددون منازل كل امرأة تخرج من المنزل دون برقع، ويتم نصيحة صاحب المنزل في الخطوة الأولى، لكن إذا استمرت النساء في الخروج دونه سيتم حبس صاحب المنزل لمدة ثلاثة أيام، وإذا تمادت تحول القضية إلى المحاكم لتعيين العقوبة اللازمة.
ونصّ القرار على أن النساء اللواتي يعملن في الحكومة ولا يلبسن البرقع يتم إقالتهن من العمل، كما أن الرجال الذين يعملون في الحكومة ولا تراعي نساؤهم الحجاب الشرعي من الممكن أن يتم تعليق وظائفهم.
وشكلت طالبان هيئة مكونة من سبعة قياديين بينهم وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المولوي خالد حنفي، ورئيس المحكمة العليا، المولوي عبد الحكيم، ووزير شؤون الحج والأوقاف، مولوي نور محمد ثاقب، وعضو المكتب السياسي لطالبان، شهاب الدين دلاور للإشراف على تنفيذ المرسوم.
قيود طالبان المتزايدة على النساء تعطل الاعتراف الدولي بحكومتها
لم تعترف أي دولة رسمياً بعد بالنظام الذي أسسته طالبان بعدما استولت على السلطة في أغسطس/آب الماضي، وأعادت فرض حكم متشدد يستبعد النساء بشكل متزايد عن الحياة العامة.
وخسرت عشرات آلاف النساء وظائفهن الحكومية بعد استيلاء طالبان على السلطة، ومُنعن من مغادرة البلاد أو حتى السفر بين المدن ما لم يكنّ بصحبة محرم.
وحضّت "الإرشادات" الصادرة عن "وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي قوبلت بتنديد من ناشطين حقوقيين، جميع أصحاب المركبات على نقل النساء اللواتي يرتدين الحجاب فحسب.
وفي مارس/آذار الماضي، أثارت طالبان غضباً دولياً عبر إغلاق كل المدارس الثانوية المخصصة للفتيات بعد ساعات من السماح بإعادة فتحها لأول مرة منذ استيلائها على السلطة. وأفاد عدد من مسؤولي الحركة بأن زعيم طالبان، هبة الله أخوند زاده، هو من أصدر القرار شخصياً.
وفي رسالة مكتوبة قبيل عطلة عيد الفطر، طالب أخوند مجدداً المجتمع الدولي بالاعتراف بحكومة طالبان. وقال: "نحن نحترم وملتزمون حيال كل الحقوق التي تكفلها الشريعة للرجال والنساء في أفغانستان... لا تستخدموا هذه القضية الإنسانية والعاطفية كأداة لتحقيق أهداف سياسية".
لكنه لفت إلى أنه على الناس أن يتبنوا بإرادتهم قيم طالبان، لا أن تفرض عليهم. وتابع: "على السلطات المعنية أن تدعو الناس إلى التزام الشريعة بحكمة، وتجنّب التطرف في هذا الصدد"، مشددا على أن الحكومة ملتزمة حرية التعبير وفق "القيم الإسلامية".
وقامت طالبان بإغلاق مئات المنصات الإعلامية، وحظر بث الموسيقى والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تظهر فيها النساء.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة، أنس حقاني، قبل يومين، أن طالبان ستعقد اجتماعا العلماء من أجل البت في قضية تعليم الفتيات، معرباً عن أمله في أن المدارس ستفتح قريبا.
ويعتبر سلوك طالبان مع النساء من أكبر العقبات في وجه الاعتراف الدولي بحكومة طالبان، حيث باءت كل جهود الحركة بالفشل.