أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مقتل وإصابة 47 طفلًا يمنياً في أول شهرين من عام 2022 بفعل النزاع الدائر في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعاً دامياً منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله "الحوثيين". وتصاعد النزاع مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/ آذار عام 2015 لوقف تقدم الحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وقدّر تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي أن الحرب في اليمن تسببت بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، بعد سبع سنوات على اندلاعها. والمدنيون أكثر من دفع ثمن الحرب والدمار.
وقالت "يونيسف" في بيانها: "تفيد تقارير بأن 47 طفلاً على الأقل قتلوا أو أصيبوا خلال أول شهرين من هذا العام في مناطق عدة في اليمن". وأضافت: "يستمر تصاعد العنف هذا العام. وكالعادة، فإن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني".
وتسبّب النزاع بانهيار في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها في البلاد، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات، حيث تتفشى الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. وبات ما يزيد عن 2500 مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام، بحسب "يونيسف"، إذ دمرت أو حُوّلت لأغراض عسكرية أو استخدمت كمراكز إيواء للنازحين.
وأشارت الأمم المتحدة في تقديرات سابقة إلى وجود مليوني طفل تقريباً خارج المدارس. وأكدت "يونيسف" أنه "منذ تصاعد النزاع في اليمن قبل حوالي سبع سنوات، تحققت الأمم المتحدة من مقتل وإصابة أكثر من 10200 طفل"، موضحة أنه "من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير".
وكانت المنظمة قد أفادت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمقتل نحو 10 آلاف طفل في الحرب. وتابعت: "أصبح العنف والبؤس والحزن أمراً شائعاً في اليمن مع عواقب وخيمة بالنسبة لملايين الأطفال والعائلات. حان الوقت للتوصل إلى حل سياسي مستدام حتى يتسنى لليمنيين وأطفالهم أن يعيشوا في سلام يستحقونه".
وكان تقرير لخبراء الأمم المتحدة قُدّم إلى مجلس الأمن ونشر في يناير/ كانون الثاني الماضي تحدّث عن عملية تجنيد واسعة للأطفال. وقال إنّه يملك قائمة لـ 1406 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و17 عاماً، جنّدهم الحوثيون ولقوا حتفهم في ساحة القتال عام 2020.
(فرانس برس)