لاتزال حتى الآن تدور الكثير من علامات الاستفهام حول لقاح فيروس كورونا الذي طورته شركة فايزر الأميركية بالتعاون مع شركة بيونتك الألمانية، والذي يقوم على أساس تقنية جديدة تعتمد على مادة وراثية تعرف باسم mRNA، بحيث تحتوي كل حقنة من هذه المادة على جسيمات نانوية دهنية - فقاعات دهنية - تحيط بشريط من مادة وراثية يسمى الرنا المرسال، وتهاجم الفيروس.
ومن ضمن الأسئلة التي لاتزال بحاجة إلى إجابات محددة، عن مدى إلزامية تناول اللقاح، وهل سيكون سنويا، أم يتم تناوله مرة واحدة فقط، وماذا بشأن المرضى الذين تعافوا من الفيروس؟ وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن الغموض لايزال يسيطر على اللقاح، بالرغم من أنه أحدث نقلة نوعيه في عالم الطب.
الغموض لايزال يسيطر على اللقاح، بالرغم من أنه أحدث نقلة نوعيه في عالم الطب
هل اللقاح إجباري؟
لا توجد إلى الآن أي معطيات تؤكد على أن اللقاح سيكون إجبارياً، بل هو اختياري، وسيقدم أولاً لأولئك الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر منه، مثل كبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
بحسب وزير الصحة الإنكليزي مات هانكوك، فإن السلطات البريطانية لن تفرض اللقاح بشكل إلزامي، "ونعتقد في المقابل، أن المواطنين في المملكة سيحاولون من تلقاء أنفسهم الحصول عليه.
في المقابل، وبعدما يصبح اللقاح متاحاً بشكل واسع في الدول، فإن الأطفال غير مجبرين على تناوله بشكل روتيني لأن مخاطر الإصابة بالفيروس لديهم منخفضة.
ماذا عن آلية توزيعه؟
اتفق المنظمون على توزيع اللقاح، على جعله آمنا وفعالا، وبالتالي يمكن للأطباء والممرضات والصيادلة البدء في إعطائه للناس. وسيتم تقديمه أولاً لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى العلاج السريري، طالما ثبت أن اللقاح يعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية في هذه المجموعة عالية الخطورة. لأن العمر يشكل أكبر عامل خطر للإصابة بفيروس كوفيد -19، وهذا هو سبب وضع كبار السن في مقدمة قائمة الانتظار للحصول على لقاح.
وكانت اللجنة الاستشارية المستقلة للمناعة في المملكة المتحدة - JCVI–قد أعدت قائمة أولويات مؤقتة لمن يحق له تناول اللقاح، في الأعلى يوجد كبار السن الذين يعيشون في دور الرعاية، جنبًا إلى جنب مع الموظفين الذين يعتنون بهم، يلي ذلك الأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 عامًا أو أكثر، إلى جانب العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية.
ينتقل الترتيب بعد ذلك إلى الفئات العمرية ليشمل في النهاية كل شخص فوق سن الخمسين، ويمكن أن تتغير قائمة الأولويات إذا أظهرت نتائج تجربة لقاح كورونا أن التطعيمات المعينة أكثر فعالية لمجموعات معينة أو مجموعات سكانية معينة.
كيف تعرف أن اللقاح آمن لإعطائه للمرضى وكبار السن ومن هم في دور الرعاية؟
يسعى العلماء في جميع أنحاء العالم للعمل بسرعة قياسية لإيجاد لقاح يمكن أن يحمي الناس من Covid-19، على الرغم من أن البحث يتم تتبعه بسرعة، إلا أن السلامة لها أهمية قصوى. وبالتالي لن تتم الموافقة على أي لقاح ما لم يقتنع المنظمون بأنه آمن وفعال. حتى بعد الموافقة على اللقاح، تتم مراقبة السلامة باستمرار، يمكن أن يكون لأي علاج بعض الآثار الجانبية لدى بعض الأشخاص. يقوم العلماء والمسعفون بتقييم المخاطر المحتملة مقابل فوائد أي علاج أو تدخل.
بالنظر إلى أن اللقاح يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة منخفضة للغاية، فهل ستكون هناك أي تحديات لوجستية كبيرة في هذا الصدد؟
بحسب الدراسات، فإن المكونات الموجودة في اللقاح ليست مستقرة، ويجب حفظها في درجة حرارة أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر حتى قبل الاستخدام.
هذا يعني أنه يجب نقلها بعناية. وعند وصفها للمريض، يجب أن يتم تذويب اللقاح، وتقول شركة Pfizer إن حقنة اللقاح تظل صالحة لمدة تصل إلى خمسة أيام محفوظة في الثلاجة العادية قبل إعطائها.
هل من الآمن أن يحصل الشخص الذي تعافى من فيروس كورونا على اللقاح؟
إذا تمت الموافقة على استخدام لقاح فيروس كورونا على نطاق واسع، فمن المحتمل أن يستمر تقديمه للأشخاص حتى لو كانوا مصابين بـ Covid-19 في الماضي. وذلك لأن المناعة الطبيعية قد لا تكون طويلة الأمد ويمكن أن يوفر التحصين مزيدًا من الحماية.
وبحسب تقرير "بي بي سي"، فهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والبيانات قبل الموافقة على أي من لقاحات فيروس كورونا العديدة قيد التطوير. وتضمنت تجربة فايزر فقط المتطوعين الذين لم يصابوا بفيروس كورونا من قبل، لذا فإن النتائج لا تقدم معلومات عن تطعيم الأشخاص الذين تعرضوا مسبقًا للفيروس.
هل سيقي اللقاح الجديد من طفرة "المنك"؟
في الفترة الماضية، أعلن الخبراء وجود طفرات في الشفرة الجينية لفيروس كورونا، يبدو أنها حدثت عندما أصيب حيوان "المنك" بالمرض من البشر ثم أعادوه إلى البشر.
يدرس العلماء هذه التعديلات لمعرفة ما إذا كانت قد غيرت بشكل كبير سلوك وتهديد الفيروس للبشرية. حتى الآن، لا يوجد دليل على أن الطفرات تشكل خطراً متزايداً على الناس أو أنها ستقوض فعالية أي لقاح لـ Covid-19.
لكن جميع الفيروسات إلى حد ما تتحور بمرور الوقت، ويمكن لبعض التغييرات أن تجعل الفيروس أقل فتكًا أو معدياً أكثر، وعلى سبيل المثال، فإن فيروس الأنفلونزا - فيروس مختلف عن Covid - يتغير بشكل متكرر ، ولهذا السبب يتغير لقاح الإنفلونزا السنوي.
ماذا يعني أن اللقاح بات فعالا 90%؟ وهل تحمي هذه النسبة من السكان أم تجعل العدوى أقل حدة للجميع؟
أعلنت شركة الأدوية فايزر عن النتائج الأولية لتجربة اللقاح، ولكن يحتاج الخبراء إلى الانتظار لرؤية النتائج الكاملة لمعرفة من الذي سيحميه اللقاح بشكل أفضل، وما إذا كان يمكن أن يمنع الأشخاص من نشر العدوى حتى لو لم تكن لديهم أعراض.
تشير النتائج المؤقتة من تجربة فايزر إلى أن 90% أو تسعة من كل 10 أشخاص يتلقون اللقاح سيكون لديهم حماية ضد الإصابة بفيروس كورونا المصحوب بأعراض بعد سبعة أيام من جرعة ثانية من اللقاح (مع إعطاء الجرعة الأولى قبل ثلاثة أسابيع من الثانية).
تستند النتائج إلى اختبارات أجريت على 43500 شخص - نصفهم تلقوا حقنة حقيقية والنصف الآخر تلقوا لقاحاً وهمياً يحتوي على الماء المالح فقط.
خلال التجربة، ظهرت أعراض Covid على 94 من 43500 متطوع وأثبتت إصابتهم بالفيروس. كل هؤلاء تقريبًا كانوا أشخاصًا تلقوا لقاحًا وهميًا.
ما هي المدة التي يعتقد العلماء أن اللقاح يمكنه خلالها حماية البشر؟ هل سيتم تقديم اللقاح لمرة واحدة أم نحتاج إلى تلقيح جديد كل عام كما هو الحال بالنسبة للأنفلونزا؟
من المحتمل أن يحتاج الناس إلى تعزيز أو تكرار التطعيمات ضد Covid-19، حتى الآن الخبراء غير متأكدين من المدة التي قد تستمر فيها المناعة ضد الفيروس - فهم يعتقدون أنه سيتلاشى على مدى أشهر، مما يعني أن لقاح Covid يمكن أن يصبح حدثًاً سنوياً، مثل لقاح الإنفلونزا.
هل لقاح فايزر هو نهاية السباق للحصول على لقاح؟
من الطبيعي أن تستمر الشركات المطورة للقاح بعملها، وإنتاج لقاح فعال على غرار ما قامت به شركة فايتزر، وستكون النتائج النهائية بعد التجارب السريرية، هي الكلمة الفصل في استخدام أكثر من لقاح فعال.