في مدينة باوا الواقعة شمال غربي جمهورية أفريقيا الوسطى، يصطحب الفتى أخاه الصغير إلى المدرسة (الصورة) على درّاجة هوائيّة، من دون أن يدرك مواقع الألغام المحتملة المزروعة في المنطقة. لا أحد يعلم أين زُرعت الألغام هناك، حتى أفراد بعثة الأمم المتحدة "مينوسكا" يجهلون تلك المعطيات وكذلك العاملون في الشأن الإنساني. وجميعهم يعبّرون عن خوفهم من جرّاء ذلك، إذ زرع المتمرّدون على الطرقات عبوات ناسفة كثيرة تودي بحياة مدنيين وتعرقل عملهم في منطقة تشهد معارك باستمرار بين قوات الجيش ومجموعات مسلحة.
وتقول رئيسة بعثة برنامج الأغذية العالمي في باوا، مهوا كوليبالي: "خلال المعارك، حاولنا انتهاز فترات الهدوء لنتمكّن من العبور لكنّ الألغام منعت وصولنا" إلى المنطقة التي يعاني 61 في المائة من سكانها من الجوع. لذلك نظّم البرنامج عمليات لإيصال المواد الغذائية جوّاً، "لكنّ هذا يبقى استثنائياً". ويفيد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوشا) بأنّ 3.1 ملايين شخص سوف يحتاجون إلى المساعدة في عام 2022 بجمهورية أفريقيا الوسطى من أصل خمسة ملايين نسمة.
وكانت الأمم المتحدة قد بدأت بتنفيذ عمليتَين لإزالة الألغام في المنطقة، لكنّهما لم تُستكملا "بسبب نقص الخبراء"، بحسب ما يوضح الميجور جاويد خرام أحد أعضاء البعثة الباكستانية للهندسة في بعثة الأمم المتحدة. لكنّه يؤكّد أنّ عمليات إزالة الألغام سوف "تُستأنف قريباً".
(فرانس برس)