أمنيات التونسيين: خلاص فردي وتحسن الأوضاع العامة

02 يناير 2025
طلب السلام للفلسطينيين قاسم مشترك بين التونسيين، 15 نوفمبر 2024 (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتنوع أمنيات التونسيين بين تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق السلام في غزة، وتطلعات فردية مثل التطور المهني والاستقرار العاطفي، مع تفاؤل بعام 2025 بفضل الأمطار الغزيرة.
- تعكس أمنيات الأفراد مثل ليليا الحنافي وكريم الفطناسي تطلعات متنوعة تشمل الأمان الشخصي والنجاح الدراسي والتحول المهني، مما يعبر عن رغبة في تحسين الظروف الشخصية والمهنية.
- تشير الباحثة صابرين الجلاصي إلى أن التركيز على الأحلام الفردية يعكس خيبة الأمل الجماعية، مع تعقيد الوضع بسبب التوترات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرات الجفاف.

كثيرة هي أمنيات التونسيين للعام الجديد. ويركز غالبيتهم على تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى أحلام فردية بالتطور المهني والاستقرار العاطفي

ما بين البحث عن خلاص فردي وأمل جماعي في تحسن الأوضاع المعيشية، تتوزع أمنيات التونسيين للعام الجديد، في وقت تبقى أمنية السلام في قطاع غزة القاسم المشترك بين غالبية شرائح المجتمع. ويأمل التونسيون أن يحمل عام 2025 الخير لبلادهم، وأن تنقضي الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المستمرة. وبعثت الأمطار الغزيرة التي شهدها الأسبوع الأخير من عام 2024 الأمل لدى المواطنين بعام تتراجع فيه المخاوف من الجفاف وتأثيراته.
وتقول المتقاعدة ليليا الحنافي (70 عاماً)، إنها تحتاج في العام الجديد إلى الشعور بالأمان، على أمل أن يكون العالم أكثر سلاماً، هي التي تعاني من الاكتئاب منذ بدء العدوان على عزة. وتشير إلى أن الحروب تنعكس سلباً على نفسيات البشر وتجعلهم يعيشون في دائرة من الخوف والقلق الدائمين، متمنية أن يشهد عام 2025 انتهاء للحروب في كل دول العالم، وأن تتوقف آلة القتل التي تطاول البشر في العديد من الدول. وعلى الصعيد الشخصي، تتمنى المرأة السبعينية أن تنعم بالصحة وتظل محاطة بأسرتها وأصدقائها. 
من جهتها، تقول التلميذة رماس التليلي (15 عاماً) إنها تتمنى النجاح في عامها الدراسي، وتحقق رغبتها في السفر إلى إيطاليا وسويسرا اللتين تعتبرهما الوجهتين السياحيتين الأقرب إلى قلبها. كما تتمنى ألا ترى مجدداً المشاهد القاسية لشباب في سنها يعانون الأمراض وويلات الحروب التي تقضي على أحلامهم.
أما ريم بلقاسم (40 عاماً) التي تعمل في قطاع الإعلام منذ أكثر من 18 عاماً، فتقول إن أمنياتها أصبحت أكثر نضجاً وواقعية، وستسعى لأن يكون العام الجديد سنة التحول النوعي في حياتها المهنية، مؤكدة أنها ستبذل جهداً مضاعفاً لتطوير نفسها في صناعة المحتوى الرقمي، والبحث عن فرص عمل جديدة في ميادين بحثية. وتشير إلى أن مهنة الصحافة تتراجع في تونس من عام إلى آخر، ما يدفعها إلى البحث عن أفق جديدة. وعلى الصعيد الشخصي، تتمنى الاستقرار العاطفي والأسري. وفي 2025، تأمل أن يكون الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد أفضل مما هو عليه في الوقت الحالي. وترى أن تحقيق الأحلام الذاتية لا يمكن أن يكون بمعزل عن المناخ العام للبلاد.

 

أما كريم الفطناسي (34 عاماً)، فيتمنى أن يحقق حلمه بالهجرة إلى كندا بصحبة أسرته الصغيرة، مع الإشارة إلى أن ملف الهجرة قيد الدراسة. ويقول إن الحياة في تونس باتت صعبة جداً بسبب الغلاء وضغوط الحياة، متمنياً أن يتغلب على الصعوبات الاجتماعية، وخصوصاً أنه يعمل في مهنة السباكة التي لا تدر دخلاً ثابتاً، وهو ما يدفعه إلى طلب الهجرة حيث يجد العاملون مثله فرص عمل بسهولة في دول أميركا الشمالية وبأجر مرتفع.
ميساء القفصي (21 عاماً) تتمنى أن يشكل عام 2025 مرحلة جديدة في حياتها، هي التي تستعد لمغادرة مقاعد الجامعة بعد إنهاء دراستها. وترى أن الانتقال من مرحلة إلى مرحلة قد لا يكون سهلاً في انتظار حسم قرارها النهائي بمواصلة العمل موظفة أو بدء مشروعها الخاص. كما تتمنى أن تتمكن من السفر إلى إحدى الدول الأوروبية.
ويأمل أن يحقق محزر حسني (42 عاماً) حلمه بالحصول على دور البطولة في أحد الأعمال السينمائية أو التلفزيونية أو المسرحية، بالإضافة إلى كتابة أول مسرحية مونولوج. ويقول إن عالم الفن والدراما في تونس ليس سهلاً نتيجة ضيق الفرص ومساحات الإبداع. مع ذلك، يأمل أن يتمكن من تحقيق طموحاته الفنية. كما يتمنى تطوير مشروعه الخاص وتحسين دخله المادي وتحقيق الاستقرار الأسري.

 

إلى ذلك، تقول الباحثة في علم الاجتماع صابرين الجلاصي، إن "جنوح التونسيين نحو أحلام فردية بسيطة والتخلي عن حلم الخلاص الجماعي هو نتيجة طبيعية لعقد من الخيبات". وتؤكد في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الإحباط المتواصل يفزر نزوعاً نحو الفردانية والانكفاء على الذات، وهو ما يفسّر تنامي حلم الهجرة". تضيف أن "أمنيات التونسيين مشوبة بالحيرة والقلق إزاء ضبابية الآفاق السياسية والاقتصادية للبلاد". 
وطغت التوترات الاجتماعية والاقتصادية على حياة التونسيين اليومية، وأثرت سلباً على المزاج العام. من جهة أخرى، كان للجفاف الناتج عن تغير المناخ وقلة تساقط الأمطار تأثير كبير على القطاع الزراعي وبالتالي اقتصاد البلاد. وهذا ما يدفع التونسيين إلى الأمل بتغير الأوضاع في البلاد، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حياتهم.

المساهمون