لا سقف لأحلام السوريين في العام الجديد بعد سقوط نظام الأسد

31 ديسمبر 2024
يحتفلون في دمشق بإسقاط الأسد، 27 ديسمبر 2024 (أمين سانسار/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتفل السوريون بإسقاط نظام بشار الأسد مع أعياد الميلاد، معبرين عن فرحتهم بولادة سورية جديدة تعكس الصمود وتؤكد الهوية الوطنية الجامعة.
- رغم التحديات الاقتصادية والأمنية، يأمل السوريون في بناء دولة ديمقراطية عادلة، مع عودة النازحين وتحسن الأوضاع في العام الجديد، مشددين على ضرورة حكومة كفؤة وانتخابات نزيهة.
- يتطلع السوريون لمستقبل أفضل في بلد موحد وآمن، مع تعزيز المحبة والتسامح، متمنين أن تكون احتفالات الميلاد بداية لتحقيق هذه الأماني.

تزامنت احتفالات السوريين بإسقاط الأسد مع أعياد الميلاد ورأس السنة

أبو حسون: أملي أن تتحقق العدالة ونتمتع بالمساواة من دون تمييز

خليل: نتطلع إلى سورية خالية من القمع والسجون

تزامنت احتفالات السوريين بإسقاط نظام بشار الأسد مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وتميزت بفرحة عارمة بولادة سورية الجديدة بما هي تجسيد للصمود والإصرار، وتأكيد الهوية الحقيقية التي تجمع كل الطوائف والأديان، وعبّر سوريون عن أملهم في أن تكون هذه الاحتفالات بداية لبناء بلادهم على أسس الديمقراطية والعدالة.
من محافظة الحسكة، يقول الطبيب هاكوب قرنفليان لـ"العربي الجديد"، إن "احتفالات عيد الميلاد لها طابع خاص مع زوال نظام الاستبداد، لكن الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتدهورة في البلاد ألقت بظلالها على الأجواء، إذ تقلصت مظاهر الفرح والزينة مقارنة بأعوام ماضية، فضلاً عن معاناة النازحين من مناطق عين العرب ومنبج، والذين نأسف للظروف الصعبة التي يعيشونها، ونتمنى عودتهم سريعاً إلى ديارهم. أملي أن يشهد العام الجديد تحسناً في الأوضاع، وأن يعم السلام والأمان جميع السوريين، مسيحيين ومسلمين، ومن أي طائفة كانوا".
بدوره، يؤكد حسين حمدو، من مدينة القامشلي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، مشاركته المسيحيين في احتفالاتهم بعيد الميلاد، وإن أثرت الظروف الصعبة بشكل كبير على أجواء العيد. ويضيف: "الحضور المكثف للمسيحيين في الكنائس صباح يوم عيد الميلاد يعكس إيمانهم العميق وتماسكهم رغم كل الصعوبات التي يواجهونها. أتمنى أن يسود الحب والأخوة بين جميع مكونات الشعب السوري، وأن يشهد العام الجديد تحسناً في كل الأوضاع".

"بابا نويل" في حارات دمشق. 28 ديسمبر 2024 (بكر القاسم/فرانس برس)
"بابا نويل" في أحد حارات دمشق. 28 ديسمبر 2024 (بكر القاسم/فرانس برس)

وتقول الصحافية منار أبو حسون، من السويداء، إن أبرز أمانيها تدور حول استقرار الأمن، وضبط الانفلات الأمني، وأن تتلاشى التوترات والمشاحنات، وتنخفض معدلات العنف والجريمة. وتتابع: "أملي أن تتحقق العدالة، ونتمتع جميعاً بالمساواة من دون تمييز ديني أو طائفي أو مناطقي أو عرقي أو قومي أو حزبي، وأن نستعيد وحدتنا الوطنية. من الضروري وجود حكومة كفؤة تمارس سلطاتها بشكل شفاف، وضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشفافة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب، وتحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين، ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم".
ومن دمشق، تعرب الإعلامية عفاف جقمور لـ"العربي الجديد" عن أملها في أن يعم الأمان في كل أركان سورية، وأن يعود السوريون إلى العيش بسلام وتآخ، فضلاً عن تحقيق العدالة الناجزة، ومحاسبة جميع المجرمين الذين تسببوا في معاناة السوريين. وتكمل: "أتمنى أن نشهد في عام 2025 سورية موحدة ومتماسكة. أذكر جيداً أيام طفولتنا، حين كنا نلعب معاً، ونحتفل بأعيادنا معاً من دون أن يفرق بيننا دين أو طائفة، وأتمنى أن تعود تلك الأيام".

شجرة ميلاد في السويداء. 29 ديسمبر 2024 (بكر القاسم/فرانس برس)
شجرة ميلاد في السويداء. 29 ديسمبر 2024 (بكر القاسم/فرانس برس)

من جانبه، يتطلع عمر الحفري (26 سنة)، المنحدر من مدينة درعا (جنوب)، إلى تحسن الأوضاع المعيشية والخدمية، وأن يحصل على وظيفة تضمن له عيشاً كريماً حتى لا يفكر بالاغتراب بعد أن لمس الحرية، ويطمح أيضاً في رؤية مرتكبي الجرائم بين يدي العدالة، وأن يعم الأمن والاستقرار. ويضيف: "أتمنى القصاص ممن اعتقلوا أخي، وحرمونا من رؤيته، كما أتمنى خروج القوات الإسرائيلية من الأراضي السورية التي احتلتها بعد أيام من تحررنا من النظام السابق. لقد كرهنا الحروب والدمار، ونطمح إلى السلام والاستقرار".
ويتطلع غاندي خليل، المقيم في مدينة حمص، لعام جديد أفضل بعد أن باتت سجون الرعب خاوية، رغم الأسى الذي خلفته السجون في قلوب ونفوس السوريين. لافتاً إلى أن "الكثير من الأمهات سعدن بلقاء أبنائهنّ المعتقلين. لكن المأساة التي خلفتها السجون كبيرة. نتطلع إلى سورية خالية من القمع والسجون، وليس فيها حواجز أمنية، وأن يفرح الكل بالعيد على اختلاف طوائفهم. القبضة الأمنية هي التي نشرت الفرقة بين الناس، وأثارت مخاوفنا من بعضنا البعض، واليوم نعود إلى حالة التآخي".

وعبرت لبنى حبيب المقيمة في مدينة حمص، لـ"العربي الجديد"، عن أملها في مستقبل أفضل بعد سقوط نظام الأسد. تقول: "بعد سنوات من الظلم والقهر والخوف، نرجو أن نعيش في سلام وأمان، وأتطلع لسورية موحدة، بلد يحتضن أبناءه بلا اعتقالات أو سجون أو ترهيب. أتطلع للتسوق في سوق حمص المسقوف بحرية من دون أعين الأمن التي كانت تلاحقنا، وإعطاء فرصة لمكونات المجتمع السوري لإعادة اللحمة بينهم، وتجاوز ما زرعه نظام الأسد".
تضيف: "علينا العمل جميعاً لتجاوز كل الانقسامات التي حدثت بسبب النظام السابق، ونحن بحاجة إلى المحبة والتسامح، وسيكون عيد الميلاد فاتحة تحقيق هذه التطلعات والأماني. أتمنى أن ألتقي بزميلاتي في الجامعة، فبعضهن لم ألتق بهنّ منذ 12 عاما، وكنت أكلمهنّ والخوف يملأ قلبي، أما الآن فقد نجتمع من جديد لنستعيد ذكريات الماضي".

المساهمون