تسببت عمليات القصف المتواصلة من قبل قوات النظام السوري وروسيا، على الريف الجنوبي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية، تحديدا منطقة جبل الزاوية، بنزوح معظم السكان عن هذه المناطق، إلا أن بعض الأهالي فضلوا البقاء رغم المخاطر المحيطة بهم نظرا لصعوبة نزوحهم.
يقول أحمد المقصوص لـ"العربي الجديد": "كنت في الفطيرة وبسبب القصف غادرت"، مشيرا إلى أن الأهالي بدؤوا في النزوح مجددا منذ أيام، مضيفا "لدي أغنام وليس هناك مكان يمكنني أن أذهب إليه شمالا".
وأصعب الأوقات التي تمر على المقصوص عندما تسقط القذائف، يقول: "لا نعرف أين نذهب، الأمور تتجه نحو الأسوأ".
أحمد الخليل من كنصفرة يقول لـ"العربي الجديد": "الوضع في جبل الزاوية سيء للغاية، قصف مستمر للطيران يستهدف المدنيين، نزح البعض لكني لا أستطيع الذهاب بأولادي لأي مكان".
يروي الخليل صعوبة الوضع المعيشي قائلا: "لا نستطيع توفير الماء والخبز ونجلس في الملاجئ، الملجأ مثل القبر، نعيش كل يوم بيومه، والوضع سيء للغاية"، مضيفا: "الشباب يغامرون لجمع التين، وعند وجود طائرات استطلاع يجلسون تحت الأشجار، وخلال الليل يشتد القصف ولا يمكن الحركة أبدا".
بدوره، يقول عبد الكريم شيخ يوسف لـ"العربي الجديد": "نحصل على الخبز والماء كأننا نسرق، والأسعار مرتفعة بسبب القصف، والحياة صعبة، لكن لا يمكن أن نترك أرضنا إذ لم يعد هناك ما نخسره، اثنان من أبنائي قتلوا، والوضع لم يعد يحتمل، لكن لا نريد المغادرة، لا نستطيع أن ننزح، فموسم التين هو مصدرنا الوحيد للحصول على المال الآن".
من جانبه، أشار الدفاع المدني السوري إلى تزايد أعداد العائلات التي نزحت من قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، مع نزوح جزئي من مدينة سرمين وبلدة آفس في ريف إدلب الشرقي، جراء القصف المكثف من جانب قوات النظام خلال الأيام الماضية.