بينما تحاصر روسيا مدن أوكرانيا وتُدمّرها بلا هوادة، يُحاول كل السكان تقريباً المغادرة، وأولئك الذين يتخلفون يواجهون نقصاً شديداً في الغذاء في بلد كان يعرف سابقاً باسم "سلة الخبز للعالم".
في مدينة خاركيف، التي تتعرض للقصف، تأتي نساء- ومعظمهن مسنات- لجلب الطعام والإمدادات العاجلة الأخرى. في العاصمة كييف، يتراكم رماد الموتى في محرقة الجثث الرئيسية، لأن العديد من الأقرباء غادروا، تاركين جرار الرماد بدون مطالبة.
بالنسبة للمدنيين غير القادرين على الانضمام إلى موجة اللاجئين الأوكرانيين، أصبحت أيام الوفرة في البلاد مجرد ذكرى تتلاشى، مع دخول الحرب شهرها الثاني.
مع وصول المواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية إلى طريق مسدود تقريبا في العديد من الأماكن، وحث رئيس البلاد مواطنيه على الصمود، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن مزيد من التحركات لزيادة الضغط على روسيا: شراكة جديدة لتقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، وحرمان الكرملين شيئا فشيئا من مليارات الدولارات التي يحصل عليها من مبيعات الوقود الأحفوري.
في أوكرانيا، أصبحت الحرب بالنسبة للمدنيين الجياع تعني الانتظار طويلا للحصول على حصص ثمينة من الطعام.
بينما كانت تقف بتململ، كانت فتاة صغيرة في خاركيف تشاهد باهتمام هذا الأسبوع سكين متطوعة وهي تقطع لوحا عملاقا من الجبن، وتنحت شرائح سميكة - شريحة لكل شخص جائع ينتظر في الطابور.
تولت هانا سبيتسينا مسؤولية توزيع المساعدات الغذائية من الصليب الأحمر الأوكراني وتسليمها لجيرانها. حصل كل منهم على قطعة من الجبن تم قطعها تحت أنظار الطفلة. كان يتم إسقاط قطع الجبن في أكياس بلاستيكية فتحها الناس في الطابور مثل أفواه جائعة.
قالت سبيتسينا: "قدموا لنا المساعدة، وجلبوا لنا مساعدات للنساء المسنات اللائي بقين هنا. كل هؤلاء الناس بحاجة إلى حفاضات ودثر وطعام".
لم تستطع روسيا اجتياح كييف بسرعة البرق، وفق هدفها الواضح في 24 فبراير/ شباط عندما شن الكرملين الحرب. بدلا من ذلك، تمطر القوات الروسية من بعيد المدن الأوكرانية بالقذائف والصواريخ.
غطّى ضباب دخاني ضواحي خاركيف، اليوم الجمعة، مع استمرار القصف منذ الصباح الباكر. ووصل إلى مستشفى بالمدينة عدة جنود مصابين بالرصاص والشظايا، بعد يوم من علاج الأطباء لعشرات المدنيين.
(أسوشييتد برس)