سُجلت، اليوم الأربعاء، عمليتا اقتحام لمصرفين، الأولى في بيروت، والثانية في جبل لبنان، وسط تحذيرات "جمعية المودعين" من تكرار هذه السيناريوهات.
وصباح اليوم، اقتحمت الشابة اللبنانية سالي حافظ، مع جمعية المودعين اللبنانيين، بنك "لبنان والمهجر" في بيروت للحصول على وديعتها من أجل علاج شقيقتها التي ترقد في المستشفى.
وصوّرت الشابة سالي لحظة اقتحام البنك وأطلت بتقنية "البث المباشر" عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ظهرت مسلّحة تعلن عن كامل هويتها، والمصرف الذي يحتجز أموالها، مؤكدة أنها "لا تريد قتل أحد أو إشعال البنك أو أي شيء آخر، بل تريد حقها لعلاج شقيقتها التي تموت في المستشفى".
ونشرت جمعية المودعين عبر حسابها على موقع "تويتر" فيديو يظهر سالي وبعض الشبان معها وهم يعدّون المال الذي حصلوا عليه بالدولار الأميركي النقدي.
من داخل بنك لبنان والمهجر pic.twitter.com/7ogNWAaB4z
— جمعية المودعين اللبنانيين (@Lebdepositors) September 14, 2022
ولدى مغادرتها البنك، كتبت سالي عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك" منشوراً أعلنت فيه أنها أصبحت في مطار بيروت الدولي وستغادر إلى إسطنبول.
وتضاربت المعلومات حول توقيف سالي حافظ من قبل الأمن العام، بيد أن رئيس "جمعية المودعين" حسن مغنية أكد لـ"العربي الجديد" أن سالي لا تزال حرة طليقة، ولم يتم توقيفها، بل صدرت مذكرة بحث وتحرٍّ بحقها.
وقال مغنية لـ"العربي الجديد" إن سالي تمكنت من الحصول على 12 ألف دولار من أصل 20 ألف دولار، وبحدود 25 مليون ليرة لبنانية، وهي فعلت ذلك لأجل شقيقتها التي تحتاج إلى علاج لإصابتها بمرض السرطان.
وأضاف مغنية: "عقدنا 4 اجتماعات مع جمعية المصارف للوصول إلى حلّ أقلّه بالنسبة إلى الحالات الصحية، وإعطاء المريض أمواله، بيد أنها لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، من هنا نتوقع المزيد من هذه المشاهد".
وأشارت جمعية المودعين في بيان إلى أن "المودعة سالي دخلت صباحاً إلى بنك "لبنان والمهجر" فرع السوديكو بيروت وحررت وديعتها البالغة 20 ألف دولار بقوة السلاح، في الوقت الذي تتاجر فيه المصارف والأحزاب الستة بمنصة صيرفة على حساب جنى عمر المودعين".
في السياق، تم توقيف شابين من الذين كانوا مع الشابة سالي لحظة اقتحام مصرف "لبنان والمهجر" وقد نظم تحرك أمام ثكنة الحلو في بيروت للمطالبة بالإفراج عنهما.
📢 مطلوب دعم أمام ثكنة الحلو، للمطالبة بالافراج عن شابين اعتقلا بعد اقتحام بلوم بنك في السوديكو.
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) September 14, 2022
من صفحة @darinedandachly#أخبار_الساحة #يسقط_حكم_المصرف pic.twitter.com/z1UGT4AxT6
وسالي من الناشطات المشاركات في غالبية التحركات في لبنان بوجه السلطة الحاكمة السياسية والمصرفية، وتعرف بجرأتها في الشعارات التي ترفعها والمواقف التي تطلقها وتعبّر فيها عن نقمتها من فساد المسؤولين اللبنانيين سياسيين ومصرفيين.
ونشرت الشابة سالي صورة قبل اقتحام البنك لشقيقتها مريضة السرطان التي ترقد في المستشفى، وقد وعدتها بأن تسافر لتتلقى العلاج وتعود لتقف على قدميها وتربي ابنتها، لو كلفها الأمر حياتها.
بنك "لبنان والمهجر": العملية مدبرة ومخطط لها
من جانبه، أصدر بنك "لبنان والمهجر" بياناً متصلاً بعملية اقتحام أحد فروعه في بيروت اليوم الأربعاء، من قبل سالي، موضحاً أن لدى العميلة حساباً في السوديكو، ولم تحضر إلى الفرع أو تقم بأي عملية مصرفية من أي نوع كانت منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأشار البنك إلى أنها "يوم أمس قامت بزيارة الفرع واجتمعت بمديره وطلبت منه إمكانية مساعدتها في سحب مبلغ من حسابها لعلاج شقيقتها المريضة، وأبدى مدير الفرع التعاون التام، وطلب منها تزويده بالمستندات لمساعدتها، إلا أن الفرع فوجئ صباح اليوم بحضور العميلة مع شقيقتها المسلحة بمسدس مع مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين احتجزوا الموظفين والزبائن وقاموا برمي مادة البنزين على الموظفين والموجودين داخل الفرع، مهددين بحرقهم، وحطموا بعض محتويات الفرع، كما هددوا الموجودين بالسلاح وأجبروا مديره وأمين الصندوق على فتح الصندوق، واستولوا على المبلغ الموجود فيه".
واعتبر البنك في بيانه أن العملية "مدبرة ومخطط لها عن سابق تصوّر وتصميم بقصد الإيذاء".
اقتحام "بنك ميد" في جبل لبنان
أشار رئيس "جمعية المودعين" إلى أن عملية اقتحام أخرى حصلت في "بنك ميد" في عاليه – جبل لبنان، من قبل المواطن رامي شرف الدين الذي جرى توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية، مضيفاً: "لم نتمكن من معرفة ما إذا تمكن من تحرير وديعته أم لا"، لافتاً إلى أن هذه العمليات "ستتكرر حتماً في ظل غياب الحلول منذ 3 سنوات وحتى اليوم، وقد أصبحنا اليوم في مزرعة لا دولة، إذ كيف يمكن أن نرى مواطنن يعانون صحياً ولا يستطيعون سحب أموالهم الخاصة لدفع تكاليف العلاج؟ هذه لم تعد دولة".
وتكثر في لبنان حالات اقتحام البنوك بقوة السلاح وبشكل فردي من قبل المودعين الذين يطالبون بتحرير ودائعهم التي يحتاجونها لتغطية حاجياتهم الأساسية، وخصوصاً في الحالات الصحية الطارئة، وآخرها كان المودع بسام شيخ حسين الذي اقتحم في شهر أغسطس/آب الماضي، مصرف "فدرال بنك" فرع الحمرا بيروت، وقد تمكن من الحصول على جزءٍ من وديعته بالقوة، وقبله المواطن عبد الله الساعي الذي اقتحم في يناير/كانون الثاني الماضي بنك "بيروت والبلاد العربية".
ويعتبر المودعون أنه بعد 3 أعوام على الأزمة، واستمرار البنوك في احتجاز ودائعهم بالدولار الأميركي النقدي، بينما الأسعار تحلق، ومختلف الخدمات باتت تسعر بالدولار الأميركي، لم يعد أمامهم إلا تحصيل حقهم بيدهم، وهو شأن قانوني بالنسبة إليهم في ظل تقاعس الأجهزة القضائية أيضاً عن محاسبة المصارف، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.