الأسير الفلسطيني خليل عواودة.. مضرب "صائم" عن الطعام حتى رؤية أطفاله
لم يكن أمام الأسير الفلسطيني خليل عواودة (40 عاماً) من بلدة إذنا، غربي الخليل جنوبي الضفة الغربية، سوى خوض إضراب متواصل عن الطعام منذ 3 مارس/آذار 2022، من أجل إنهاء اعتقاله الإداري الذي كبّده ألم البعد عن أسرته وأطفاله، فهو مصرّ على الإضراب حتى ينال حريته ويجتمع شمله مع أسرته مجدداً.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عواودة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021، لتحوّله في 5 يناير/كانون الثاني 2022 إلى اعتقال إداري لمدة ستة أشهر من دون توجيه أي تهمة له، وأعلن عواودة الإضراب عن الطعام في 3 مارس/آذار 2022، وفور إعلان إضرابه، زجته سلطات الاحتلال داخل زنازين سجن "عوفر".
ويزداد قلق عائلة عواودة مع استمراره في الإضراب عن الطعام، حيث تدهورت حالة ابنهم الصحية في الفترة الحالية، فهو يعاني من آلام في خاصرتيه ومن الجفاف، ومن آلام المفاصل، ويعاني من صداع مستمر وعدم وضوح في الرؤية، كما يعاني من الهزال، وكذلك التقيؤ المستمر يومياً، ويتقيأ الدم في بعض الأحيان، علاوة على معاناته قبل اعتقاله من آلام الديسك والغضاريف في الرقبة والظهر ما يزيد معاناته، وفق ما تؤكده لـ"العربي الجديد" دلال العواودة زوجة خليل.
ورغم معاناته، فإنّ سلطات الاحتلال لم تكترث لإضراب خليل عواودة، وعقدت له جلسة استئناف الأسبوع الماضي، وحضرها عن بعد عبر شاشة بسبب سوء وضعه الصحي، وبدلاً من الاستجابة لمطالبه، ساومه قاضي محكمة الاحتلال بنقله من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى مدني مقابل تلقي المدعمات، لكن خليل رفض ذلك وأكد استمراره بالإضراب ورفض تناول المدعمات، إلى أن جرى نقله، الخميس، إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية إثر تدهور حالته الصحية.
وأكدت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقلت عواودة إلى أحد المستشفيات بشكل عاجل، بعد تدهور صحي خطير طرأ على صحته.
وأفادت، في بيان لها، بأنّ تدهوراً ملحوظاً طرأ على حالة الأسير خليل عواودة بعد كل هذه المدة من الإضراب، وكانت سلطات الاحتلال تحتجزه داخل ما يسمى "عيادة سجن الرملة"، في ظروف صحية واعتقالية غاية في السوء، فهو يعاني من هزال وعدم توزان وانخفاض حاد في الوزن، وغباش بالرؤية وأوجاع في الكلى ويتقيأ دماً في الفترة الأخيرة، كما يشتكي من أوجاع حادة في المعدة والخاصرتين، ونتيجة لصعوبة وضعه، فهو يتنقل على كرسي متحرك.
وتحتجز إدارة سجون الاحتلال الأسيرعواودة داخل زنزانة قذرة تنتشر فيها الحشرات والصراصير، وعقب نقله إلى سجن "الرملة"، قامت إدارة المعتقل بمنحه بطانية متسخة، وقد عُرض الأسير عواودة على طبيب أوصى بنقله إلى مشفى "كابلان" نتيجة لتفاقم حالته، لكن إدارة معتقلات الاحتلال رفضت وأعادته مجدداً إلى مستشفى "الرملة"، في الوقت الذي يقاطع فيه الأسير الفحوصات الطبية، ولا يتلقى أي مدعمات ولا سكراً ولا ملحاً، ويكتفي بالمياه فقط، إلى أن تدهورت حالته الصحية ونقل إلى مستشفى إسرائيلي.
غصة على الإفطار الرمضاني
لن تنسى دلال كما بقية أفراد عائلة خليل وطفلاته الأربع؛ تولين (9 سنوات)، ولورين (5 سنوات)، وماريا (3 سنوات)، ومريم (سنة وخمسة أشهر)، لحظات اعتقال خليل من منزله، وما يزيد ألم المعاناة أنّ العائلة لم تجتمع في رمضان هذا العام، وتزداد مشاعر الألم، وفق زوجة خليل، حينما تفتقد طفلاته والدهن، أو ترفض طفلته الكبرى تولين تناول الطعام في بعض الأحيان لأنّ والدها لم يتناوله منذ نحو شهرين.
خليل العواودة أسير سابق أمضى داخل سجون الاحتلال ما مجموعه 12 عاماً، من بينها 6 سنوات في الاعتقال الإداري، ولم يتمكّن نتيجة الاعتقالات المتكررة من إكمال دراسته علم الاقتصاد في جامعة القدس المفتوحة، وكان من المفترض أن يتخرج هذا العام، لكن اعتقاله الحالي حرمه من ذلك.