لم تلق نداءات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرمل بمدينة اللاذقية السورية أي استجابة بعد أن ضربته العاصفة المطرية، ليضطر سكان المخيم إلى العمل على حل مشكلة تصريف المياه بأنفسهم.
وقال فايز أبو عيد، مسؤول الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، لـ"العربي الجديد": "تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة في خسائر بمخيّم الرمل للاجئين الفلسطينيين، والذي غرقت حاراته وأزقته بالمياه، ما منع الأهالي من التنقل لتأمين احتياجاتهم اليومية، ولم تفلح مناشدات الأهالي للجهات المعنية والدوائر الخدمية من أجل المساعدة في إصلاح شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار".
وطالب قاطنو المخيّم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" بالقيام بدورها في صيانة وإعادة تأهيل كافة البنى التحتية، مبدين تخوفهم من غرق منازلهم في حال استمرار العاصفة المطرية، متهمين جهات حكومية سورية يتبع لها مخيم الرمل، بالتقصير في تقديم الخدمات الأساسية للأهالي، وتجاهل البنية التحتية.
ويشكو أهالي مخيم الرمل من أوضاع معيشية سيئة، وتردي الخدمات الأساسية، وخصوصاً الصحة والمواصلات، في حين تتصدر مشكلة خطوط الكهرباء العشوائية، والأعطال المتكررة بسبب التوزيع غير المنتظم للكهرباء اهتمامات السكان، وتضيف المزيد إلى معاناتهم.
ويقع مخيم الرمل في الجهة الشرقية من مدينة اللاذقية، ويطل على شاطئ البحر المتوسط، وهو من أخفض المناطق في المدينة، ويتدرج ارتفاعه إلى نحو 10 أمتار عن سطح البحر.
وبيّن الناشط الإعلامي حسان الجبلاوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ حي الرمل الجنوبي "مهمل منذ ما قبل الثورة السورية 2011، وهو عبارة عن حي عشوائي مختلف عن بقية أحياء اللاذقية"، موضحاً أنّ "هناك فرقاً هائلاً بينه وبين حي الزراعة القريب منه، فهو بدون خدمات، وأسلاك الكهرباء ممدودة بشكل عشوائي بين المنازل، ويعاني من أزمة قمامة، وحكومة النظام السوري لا تقوم بترحيل النفايات، بالإضافة إلى تهالك شبكة الصرف الصحي، والتي تحتاج إلى تجديد كامل".
وأكدت مصادر من مخيم الرمل أنّ مياه الأمطار غمرت العديد من المنازل الأرضية، ولم يكن هناك أي تدخل من فرق الدفاع المدني لتصريف المياه من الشوارع، أو المنازل، أو إجلاء العوائل المتضررة، بل ترك الأمر على عاتق السكان الذين عملوا على فتح قنوات تصريف المياه، وسط انقطاع الكهرباء عن الحي منذ أربعة أيام.
ويطلق اسم حي الرمل الجنوبي على مخيم الرمل، والذي أنشئ بين عامي 1955 و1956، على مساحة تقدر بنحو 220 ألف متر مربع داخل الحدود الإدارية لمدينة اللاذقية على شاطئها الجنوبي، ومن هنا جاءت تسمية "الرمل الجنوبي"، وقدر عدد ساكنيه عند افتتاحه بنحو 11500 نسمة.