أفادت عائلة الأسيرة المقدسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي نفوذ حماد، التي كانت تبلغ من العمر 15 عاماً عند اعتقالها قبل عامَين، بأنّها نُقلت مجدداً إلى سجن الدامون بعد اختفائها لمدّة يومَين وسط غموض يطاول مصيرها، إذ كان من المقرّر الإفراج عنها في الدفعة الثانية بإطار صفقة تبادل الأسرى التي تأتي وسط الهدنة التي تتخلّل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المندلعة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال عارف حماد، جدّ الأسيرة التي تُعَدّ الصغرى بين الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لـ"العربي الجديد" إنّ "العائلة تبلّغت قبل قليل، رسمياً، معلومات تفيد بأنّها في سجن الدامون، من دون أيّ توضيحات إضافية في ما يتعلّق بالإفراج عنها أو إبقائها في السجن".
وكانت عائلة نفوذ حماد قد عبّرت في وقت سابق، على لسان الجدّ كذلك، عن قلقها على مصير ابنتها، وسط تخوّفات من أن تكون قد تعرّضت لاعتداء تعمد سلطات السجون الإسرائيلية إلى إخفائه عن العائلة.
وفي هذا الإطار، صرّح المحامي فراس الجبريني من "مركز معلومات وادي حلوة - القدس"، في وقت سابق، بأنّ قوات الاحتلال نقلت الأسيرة نفوذ حماد من مركز تحقيق المسكوبية في القدس المحتلة إلى "مستشفى هداسا عين كارم"، الأمر الذي أكّده شهود عيان. وأشار الجبريني إلى إنّه حاول زيارتها برفقة والدها جاد حماد في المستشفى، غير أنّهما مُنعا من ذلك.
وقد استدعت استخبارات الاحتلال، أوّل من أمس السبت، والد نفوذ حماد للتحقيق الذي استمرّ منذ ساعات الظهر حتى منتصف الليل. وقد طالبته الاستخبارات بعدم "التجمّع أو رفع الرايات أو الأعلام" في خلال استقبال نفوذ بعد إطلاق سراحها. لكن، عند موعد الإفراج عن الأسيرات وكذلك الأسير عمر شويكي (16 عاماً)، فوجئ والدها بأنّها لم تكن من بين هؤلاء. أتى ذلك من دون توضيح أسباب ذلك أو المستجدّ في قضية ابنته. وبحسب الجبريني، فقد سلّمت السلطات والد نفوذ هويته وهاتفه المحمول وقالت له: "روح روح" (اذهب).
وقبل أسبوعَين، حُكم على الأسيرة المقدسية نفوذ حماد، من حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة، بالسجن الفعلي لمدّة 12 عاماً. وهي كانت قد اعتُقلت قبل نحو عامَين، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2021، عندما كانت تبلغ من العمر 15 عاماً، وقد خضعت لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، ووجّهت لها النيابة العامة الإسرائيلية تهمة "محاولة قتل مستوطنة والتسبّب في إصابتها بصورة طفيفة" إثر عملية طعن.
يُذكر أنّ نفوذ حماد كانت قد اعتُقلت مع الفتاة الفلسطينية إسراء غتيت، واتُّهمتا بعملية الطعن تلك. لكنّهما نفتا التهمة، بحسب ما أفاد حينها (في ديسمبر 2021) محاميهما محمد محمود الذي أكد عند لقائهما للمرّة الأولى أنّهما تعرّضا للتعذيب وسوء المعاملة، من قبيل توجيه الشتائم والإهانات إليهما وضربهما وحرمانهما من الطعام.