تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفض طلبات فلسطينية بإدخال أطباء إلى السجون لمعاينة الأسرى المرضى لتقديم العلاج لهم، فيما تطالب مؤسسات فلسطينية المؤسسات الحقوقية والطبية الدولية بالضغط على إسرائيل لتوفير علاج للأسرى.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي عقد بمدينة رام الله اليوم الخميس: "يجب أن يكون هنالك ضغط دولي على سلطات الاحتلال لعلاج الأسرى المرضى أو السماح للأطباء الأخصائيين سواء فلسطينيين أو من دول أخرى لمعاينتهم وإدخال العلاج لهم".
وأكدت الكيلة أن سلطات الاحتلال تواصل ممارسة سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى والأسيرات خاصة المرضى، وهي مخالفة واضحة للقوانين الدولية والتي يجب أن تحاسب عليها سلطات الاحتلال.
في هذه الأثناء، أكدت الكيلة خلال المؤتمر الصحافي، أن إسرائيل ترفض مطالبات تقدمت بها وزارة الصحة الفلسطينية من خلال التواصل مع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي بالسماح لأطباء فلسطينيين أو من دول أخرى، وكذلك إدخال العلاج المناسب للأسرى المرضى.
وقالت الكيلة: "إن 500 أسير وأسيرة مرضى داخل سجون الاحتلال، بينهم 70 حالة مرضية مستعصية، و23 مصابا بالسرطان و11 أسيراً مصابون بأمراض الكلى، و8 أسرى مقعدين، و38 أسيراً من ذوي الإعاقة الجسدية والنفسية والبصرية".
وأكدت الكيلة أن ما يعانيه مئات الأسرى المرضى نتيجة الإهمال الطبي هي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، مطالبة بالسماح للأطباء بالكشف الطبي على الأسرى وعلاجهم وتوفير الأدوية اللازمة لهم، أو الإفراج عن الأسرى المرضى لتلقي العلاج بمستشفيات مختصة.
وحمّلت الكيلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة الأسرى المرضى في ظل استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحقهم، داعية المؤسسات الدولية للعب دورها وتحمل مسؤولياتها وفق الاتفاقيات ذات العلاقة.
من جانب آخر، أشارت الكيلة إلى ما يعانيه الأسير رائد ريان المضرب عن الطعام منذ 76 يوما في ظل تدهور حالته الصحية، وكذلك الأسير محمد نوارة المضرب منذ 8 أيام.
في هذه الأثناء، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر في كلمة له: "إن سلطات الاحتلال تواصل التنكيل بالأسرى الفلسطينيين من خلال ممارسات وانتهاكات عديدة".
وأشار أبو بكر إلى محاولات سلطات الاحتلال فرض قوانين من خلال الكنيست (البرلمان) من شأنها أن تجعل علاج الأسرى على نفقتهم الخاصة، كما جرى مع الأسيرة المقدسية المصابة إسراء جعابيص أخيرا، حينما تم إبلاغها برفض علاجها.
وأكد أبو بكر أن حالات الإصابة بالسرطان للأسرى المرضى وصلت خلال الفترة الأخيرة إلى 27 بعد اكتشاف 4 حالات جديدة بأورام سرطانية مختلفة.
وأشار أبو بكر إلى أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز ثمانية جثامين أسرى بعد استشهادهم داخل سجون الاحتلال، وكذلك تواصل سلطات الاحتلال اعتقال170 طفلا، وفرض سياسة الحبس المنزلي على الأطفال المقدسيين.
أما رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، فقد أكد في كلمته، أن الكثير من الأمراض التي يصاب بها الأسرى كان بالإمكان السيطرة عليها، لكن الإهمال الطبي والمماطلة جعلها أمراضا خطيرة ومزمنة.
وأكد فارس على ضرورة تدخل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية لإنقاذ الأسرى المرضى، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى لإقرار تشريعات وقوانين تجعل معالجة الأسير على حسابه الشخصي.