نظمت الجاليات الجزائرية في عدة دول وقفات احتجاجية أمام قنصليات وسفارات بلادهم للمطالبة بإلغاء نظام الحصول على الرخصة المسبقة للدخول إلى الجزائر، ووصفوا هذا الإجراء بأنه "بيروقراطي".
وتجمع عدد من الناشطين وأعضاء الجالية أمام القنصليات في مارسيليا وباريس وعدد من المدن الفرنسية، رافعين شعارات تطالب بإلغاء الرخصة، كما عبروا عن امتعاضهم لاستمرار السلطات الجزائرية في فرض هذا الإجراء عليهم، في حين فتحت كل الدول مطاراتها وحدودها لمواطنيها.
وقال أحد الناشطين خلال تجمع في باريس، مخاطبا المسؤولين الجزائريين: "أنتم الدولة، وأنتم من تتحملون مسؤولية توفير المعدات الصحية والأمن الصحي في المطارات"، مضيفا أن "اشتراط الرخصة لدخول بلدنا عيب كبير. كيف يفرض على الجزائري الحصول على رخصة لدخول بلده بينما هو يستطيع السفر من دون رخصة إلى المغرب أو تونس ودول أخرى؟ صبرنا نفد، ولم يعد ممكنا الصبر أكثر، فهناك من فقد عزيزا أو قريبا، ولم يتمكن من حضور الجنازة، إضافة إلى حاجيات وانشغالات اجتماعية عدة تعطلت بسبب استمرار إغلاق الحدود وفرض الرخصة".
وتفرض السلطات الجزائرية، منذ إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية في مارس/آذار الماضي، التسجيل في القنصليات والممثليات الدبلوماسية، وتقديم مبررات للزيارة للحصول على رخصة من وزارة الداخلية قبل الدخول إلى البلاد ضمن عمليات الإجلاء التي تسيرها الخطوط الجوية الجزائرية، أو عبر حافلات بالنسبة للقادمين من تونس.
وطالب جزائريون، يقيمون في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، السلطات بإلغاء رخصة الدخول، والاكتفاء باستظهار وثيقة الفحص والسلامة الصحية من فيروس كورونا، كما أطلق أفراد من الجالية الجزائرية في تونس، قبل أيام، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "رخصتي هي جواز سفري"، رفضا للإجراء الحكومي، ولقيت الحملة صدى كبيرا في أوساط الجالية.
وأعلن عضو اللجنة العلمية لرصد انتشار فيروس كورونا بقاط بركاني، السبت، مساندة مطلب إعادة فتح المجال الجوي ولو بصفة تدريجية، وقال في تصريح صحافي: "كل دول العالم قررت فتح مجالها الجوي، وبالتالي لا يمكن أن تبقى الجزائر معزولة عن العالم في ظل وجود جزائريين بالخارج يرغبون في العودة، وجزائريين لديهم مصالح في الخارج يحتاجون إلى تسويتها".
وقال النائب عن الجالية في المنطقة التي تشمل أوروبا والولايات المتحدة نور الدين بلمداح، لـ"العربي الجديد"، إن فتح الحدود مسألة خاصة برئيس الجمهورية، لكن الحكومة مطالبة بايجاد حل للجالية التي تعاني بشكل كبير، وتسهيل عملية الدخول إلى البلاد، خاصة أن كثيرين لديهم مشاكل مختلفة وانشغالات متعددة، ناهيك عن الروابط الاجتماعية الضرورية"، ولفت إلى أنه سبق له أن راسل السلطات بشأن هذه المعاناة.
وأطلقت الحكومة الجزائرية عمليات إجلاء واسعة للجزائريين في الخارج تمتد حتى الـ19 من الشهر الجاري، لكنها تشمل عددا محدودا من الدول كفرنسا وقطر والإمارات وإسبانيا.