حذّر خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، في تقريرهم الجديد الصادر اليوم الإثنين، من أن الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري سيصل إلى 1،5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية اعتباراً من السنوات 2030-2035.
وهذا التوقع صالح في كل السيناريوهات تقريباً لانبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري على المدى القصير، مع اعتبار تراكمها خلال القرن ونصف القرن الماضي. لكنّ "تخفيضات عميقة وسريعة للانبعاثات من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ واضح في ظاهرة احترار المناخ في حوالي عقدين"، وفق ما جاء في التقرير.
وحذّر الخبراء من أن السنوات الأكثر حراً التي شهدها العالم أخيراً ستكون من أبرد الأعوام خلال جيل، بغض النظر عن مستويات انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري.
وقال العالم في خدمة الأحوال الجوية البريطانية وأحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير كريس جونز: "العالم اليوم أكثر برودة من عالم الغد، على الأقل لعقود مقبلة".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الإثنين، الدول الغنية إلى تقديم هدفها بتحقيق الحياد الكربوني إلى عام 2040 من أجل "نزع فتيل القنبلة المناخية الموقوتة"، علماً أن معظم هذه الدول تعهدت حتى الآن بتحقيق الهدف بحلول عام 2050.
وقال في رسالة فيديو بمناسبة نشر أحدث تقرير لخبراء المناخ الذين جمعتهم الأمم المتحدة، إن "البشرية تمشي على طبقة رقيقة من الجليد وهذا الجليد يذوب بسرعة"، ووصف التقرير بأنه "دليل إرشادي لبقاء البشرية".
ويرى أن العالم لا يزال بإمكانه الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى +1،5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لكن ذلك "يتطلب تحقيق تقدم حاسم في العمل المناخي في كلّ الدول والقطاعات".
ويضيف المسؤول الأممي: "يجب على جميع الجهات الفاعلة الضغط على زر التقديم السريع"، لافتاً إلى أن البلدان النامية أقل مسؤولية عن الاحترار المناخي وأقل قدرة على تسريع انتقالها. الهدف الأول هو البلدان المتقدمة التي "يجب أن تلتزم بتحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن من عام 2040، وهو حد ينبغي أن تعتزم جميعها بلوغه".
وتهدف معظم البلدان المتقدمة التي قدمت مثل هذه الالتزامات إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، علماً أن بعضها أكثر طموحاً مثل فنلندا (عام 2035) وألمانيا والسويد (2045). أما بالنسبة للاقتصادات الناشئة، فإنه يتعين على قادتها "الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني في أقرب وقت ممكن من عام 2050"، بحسب غوتيريس. ووضعت البلدان الناشئة الكبيرة مواعيد بعيدة لتحقيق الحياد الكربوني، ولا سيما الصين (2060) والهند (2070).
وشدد غوتيريس على الدور الرئيسي لدول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والتي يجب أن "يجتمع كل أعضائها معاً في جهد مشترك لجعل الحياد الكربوني حقيقة واقعة بحلول عام 2050".
ويتوقع الأمين العام للأمم المتحدة من كل دول مجموعة العشرين تقديم التزامات جديدة "طموحة وشاملة لجميع الغازات" لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول نهاية الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) المقررة في كانون الأول/ ديسمبر في الإمارات العربية المتحدة مع أهداف جدية لخفض الانبعاثات بين عامي 2035 و2040.
كما يدعو "جميع القطاعات إلى مواءمة أنفسها مع الحياد الكربوني بحلول عام 2050 مع خطط واضحة وأهداف وسيطة"، مشيراً إلى قطاعات الشحن والطيران والصلب والأسمنت والألمنيوم والزراعة.
(فرانس برس)