- "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، تأسست في 1993، تنمو لتشمل أكثر من 200 فرع بجامعات مختلفة، تركز على التوعية بالقضية الفلسطينية وتواجه اتهامات بمعاداة السامية والارتباط بحركة حماس، وهو ما تنفيه.
- "الصوت اليهودي من أجل السلام"، منذ 1996، تعمل مع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في دعم الحقوق الفلسطينية ومعارضة الصهيونية، معتمدة على التبرعات الفردية لتمويل نشاطاتها وعكس دعم قاعدة شعبية واسعة.
تصدرت مجموعتا "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" الأحداث مجدداً في موجة الاحتجاجات بالجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، كونهما تلعبان الدور الأبرز في تنظيم الاحتجاجات.
وعلّقت جامعة كولومبيا في نيويورك نشاط فروع الجمعيتين لديها، بعد تنظيمهما احتجاجات طلابية واسعة في حرم الجامعة تطالب بوقف الحرب على غزة، وادعت إدارة الجامعة أن الجمعيتين انتهكتا بشكل متكرر قواعدها، من خلال تنظيم احتجاجات غير مصرّح بها، وهو ما تنفيه الجمعيتان.
وفي 12 مارس/ آذار الماضي، أعلن كل من "اتحاد الحريات المدنية في نيويورك" ومنظمة "فلسطين القانونية" إقامة دعوى قضائية ضد جامعة كولومبيا، بسبب التعليق غير القانوني لفرعي "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، على خلفية مشاركتهما في احتجاجات سلمية.
وأشارت المؤسستان القانونيتان في بيان حول القضية إلى أن "الجامعات يجب أن تكون ملاذاً للحوار والمناقشة والتعلّم النشط، وليس مواقع للرقابة، حيث يقوم الإداريون والمانحون والسياسيون بسحق الخطاب السياسي الذي لا يوافقون عليه"، ووصف البيان الخطوات لتي اتخذتها جامعة كولومبيا بأنها "انتقامية، ومستهدفة، وتتعارض مع مبادئ حرية التعبير التي يجب أن تدافع عنها معاهد التعليم العالي".
وليست جامعة كولومبيا الوحيدة التي اتخذت هذا النهج، بل حاولت جامعات أخرى القيام بنفس الأمر، من بينها جامعة "جورج واشنطن"، فضلاً عن المطالبة بمعاقبة الطلاب المنتمين إليهما وسحب الزمالات أو المنح وغيرها من الإجراءات التي يطالب بها أشخاص وجهات يمينية معارضة لحقوق الفلسطينيين.
واللافت بالنسبة لـ "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" هو عدم مركزية الحركة واستقلالية فروعها في كل جامعة، من دون أن يعني ذلك بالضرورة عدم التعاون فيما بينها، كما أن العضوية لا تقتصر على الفلسطينيين أو الأشخاص من أصول فلسطينية، بل إن أعداداً كبيرة من أعضائها ليسوا فلسطينيين، وإنما يجمعهم الفكر الداعم لحقوق الإنسان والمعارض لاحتلال فلسطين ودعم مقاطعة الاحتلال.
وتحاول منظمات صهيونية ومنظمات يمينية أميركية تشويه سمعة تلك المجموعة وفروعها عبر نشر الأكاذيب عنها، أو اتهامها بمعاداة السامية، وفي أحيان أخرى، وبشكل مكثّف بعد "طوفان الأقصى"، يتهم هؤلاء طلاب المجموعة بأن لديهم علاقات مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أو أنها تموّل منها، بينما لم تثبت يوماً صحة أي من تلك الادعاءات، كما أن كثيراً من الطلاب الناشطين في فروعها الجامعية هم من اليهود.
وجرى تأسيس حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" على يد طلاب فلسطينيين وعرب في عام 1993 بجامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا، لكن نشاطها اكتسب زخماً خلال فترة الانتفاضة الثانية (2000 - 2005)، ولديها حالياً فروع في أكثر من 200 جامعة أميركية، وتتمحور أنشطتها حول التوعية بالقضية الفلسطينية، ودعم مقاطعة الاحتلال، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والمطالبة بالعدالة والمساواة للمضطهدين حول العالم.
وترى الجمعية القضية الفلسطينية في سياق النضال ضد الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد، كما تطالب بوقف الاستثمارات في الشركات الداعمة للاحتلال أو المستفيدة منه، وقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية، وتدعم التوعية والتضامن مع حركات التحرر الأخرى مثل السكان الأصليين وحركة تحرر السود في الولايات المتحدة وغيرها، وهناك مجموعات مشابهة في كندا ونيوزيلندا.
وتنشط مجموعة "صوت يهودي من أجل السلام" مجتمعياً مع وجود فروع لها في الجامعات، وتؤكد المجموعة أن رسالتها تأتي ضمن تصورها لعالم "يعيش فيه جميع الناس في حرية وعدالة ومساواة وكرامة"، وترى أن نضالها استمرار للنضال اليهودي اليساري على مر السنين، وهي مجموعة معادية للصهيونية، وتؤمن بضرورة "سقوط جدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية الحرة، وإفراغ السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين وتفكيكها، وعودة اللاجئين ولم شملهم مع عائلاتهم ومجتمعاتهم، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
وتأسست مجموعة "صوت يهودي من أجل السلام" في عام 1996، بعد بضع سنوات فقط من تأسيس حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وكان ذلك في جامعة بيركلي أيضاً، وفي عام 2002، تم توسيع نشاطها للعمل على بناء "قاعدة شعبية أكبر يمكنها أن تغير سياسات الولايات المتحدة"، وهي تموّل من خلال حملات تبرعات تعتمد بشكل رئيسي على المساهمات الفردية.