- الطلاب تغلبوا على التضييقات الأمنية بدعم من جمعية حقوق المواطن، مؤكدين على انتمائهم ودعمهم للقضية الفلسطينية من خلال التماس أدى إلى تراجع الشرطة عن منع الفعالية.
- استخدم الطلاب الإبداع في التعبير عن تضامنهم برفع صور البطيخ الأحمر كرمز للنضال بدلاً من العلم الفلسطيني الممنوع، مؤكدين على هويتهم الفلسطينية وصمودهم في وجه الضغوطات.
شارك عدد من الطلاب العرب بجامعة تل أبيب، في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية التي تحل هذا العام في خضم حرب إبادة متواصلة على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، وما رافقها من دمار هائل، ونزوح وتشريد ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وأحيا طلاب جامعة تل أبيب، المشيدة على أرض قرية الشيخ مونس المهجرة، اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الـ76 للنكبة التي حلت بهم عام 1948، وافتتحوا الفعالية في ساحة أنطين بنشيد "موطني" من قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ثم رفعوا شعارات من قبيل "نكبتنا مستمرة"، و"منعوا رفع العلم"، في إشارة إلى العلم الفلسطيني الذي منعت الشرطة الإسرائيلية رفعه، فعوضه الطلاب بصور البطيخ الأحمر الذي يعد رمزاً من رموز النضال ضد الاحتلال.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، قد رفضت منح ترخيص لإحياء مراسم الذكرى الـ76 للنكبة، التي كانت تقام منذ 11 عاماً من قبل الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، قبل أن تتراجع عن قرارها وتسمح لهم بإقامة الفعالية.
ذكرى النكبة الفلسطينية: "نكبتنا مستمرة"
وفي حديث مع محمد مصارة من الجبهة الطلابية في جامعة تل أبيب قال لـ"العربي الجديد: "أقمنا مراسم ذكرى النكبة الفلسطينية للسنة الـ12 على التوالي، الشرطة رفضت الترخيص لنا قبل أسبوع، لكننا قدمنا التماساً مع جمعية حقوق المواطن، وكنا مصرين على رفع صوتنا، والتعبير عن حقنا في إحياء الذكرى، ومساء أمس توصلنا بخبر تراجع الشرطة عن قرارها".
وأضاف مصارة: "إنه حدث مهم للطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية للتأكيد على أننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وأننا نقف إلى جانبه، رغم كل التضييقات والتهديدات من الشرطة نحن نرفع صوتنا ونعلن تضامننا مع أبناء شعبنا الذي يذبح في غزة". وتابع "في البداية وصل 200 طالب للمشاركة في الفعالية، ومنعت الشرطة 150 طالباً من الوصول، وبرغم محاولات الترهيب والعطلة الفصلية، فإن المشاركة كانت واسعة".
من جهتها، قالت الطالبة والناشطة في الجبهة الطلابية ألين نصرة لـ "العربي الجديد: "شارك العشرات من الطلاب العرب في مراسم إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية للسنة الـ 12 على التوالي، وحاولت الشرطة التضييق علينا ومنع الطلاب من الدخول إلى الساحة، وحضر العشرات لرفع صوتهم". وتابعت، "مُنعنا من رفع علم فلسطين، لكننا وجدنا طرقا أكثر إبداعاً، ورفعنا صور البطيخ الأحمر، وصمدنا في وجه تضييق عناصر اليمين في مدخل الجامعة وفي الشارع المقابل، ولم ننجر لاستفزازهم".
بدورها أوضحت المحامية، رعوت شاعر، من جمعية حقوق المواطن، التي مثّلت الجبهة الطلابية قضائياً، مساء أمس، أن الضغط على الشرطة الإسرائيلية من خلال تقديم التماس للمحكمة العليا أدى إلى تراجعها عن موقفها المتعنّت والموافقة على إقامة فعالية إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في ساحة أنطين، بمحاذاة مدخل جامعة تل أبيب.
وأكدت المحامية ضمن بيان للجمعية، اليوم الأربعاء، أن حالة المماطلة التي انتهجتها الشرطة حتى عشية الفعالية، ثم الموافقة عليها، تهدف إلى منع المراجعة القضائية لقرارات الشرطة غير القانونية. وأضافت: "تصرفت الشرطة هذه المرة بشكل غير قانوني ومن دون صلاحيات، عندما طالبت بترخيص لمسيرة لإحياء ذكرى النكبة، وهو ما لا يحتاج إلى ترخيص على الإطلاق...من الواضح أن السبب ينبع من محتوى الحدث الذي لا يتفق مع رؤية الشرطة ووزيرها".