العدوان الإسرائيلي يضاعف تدهور الوضع الإنساني في لبنان

22 أكتوبر 2024
دمار في محيط مستشفى بيروت الحكومي، 22 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت لوتي روبرت من تدهور الوضع الإنساني والصحي في لبنان بسبب العدوان الإسرائيلي، مع مقتل أكثر من ألفي شخص ونزوح مليون شخص، مما يعقد تقديم الخدمات الصحية.
- أكدت روبرت على ضرورة وقف العنف المستمر، حيث يواجه الصليب الأحمر اللبناني صعوبات في تقديم خدمات الإسعاف بسبب الهجمات على المعابر الحدودية.
- أشارت روبرت إلى تدمير العديد من مرافق الرعاية الصحية، مما أدى إلى إغلاق حوالي 100 مركز صحي، مع توقع أزمة طويلة الأمد تتطلب جهوداً كبيرة ودعماً دولياً.

حذرت مسؤولة عمليات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان لوتي روبرت من أن الوضع في البلاد يتدهور في مجالات المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية جراء استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي والبري، مشيرة إلى "مقتل أكثر من ألفي شخص وإصابة آلاف آخرين من المدنيين، وإلى زيادة القلق من تصعيد العنف".

نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان

ولفتت روبرت خلال مقابلة مع "الأناضول" إلى "نزوح أكثر من مليون شخص، ثلثهم من الأطفال، بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفقاً للسلطات اللبنانية، ما يصعّب العمل في مجال تقديم الخدمات الصحية"، مبينة أن لبنان يواجه أزمة نزوح جماعي، حيث يضطر كثير من الأشخاص الآن إلى ذلك مع أهاليهم أو جيرانهم أو أصدقائهم، مضيفة: "هناك العديد من الملاجئ المؤقتة في البلاد، لكن هذا ليس وضعاً مستداماً، والعديد من الناس بحاجة ماسة للدعم".

الصورة
دمار في محيط مستشفى بيروت الحكومي، 22 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)
تشهد مرافق الرعاية الصحية في لبنان ضغطاً متزايداً جراء الحرب، 22 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)

ذكَّرت روبرت "بوقوع هجمات إسرائيلية على لبنان كل يوم، معظمها في جنوب البلاد والعاصمة بيروت"، مطالبة بوقف العنف لأن الوضع مقلق ومستمر منذ مدة، قائلة "نحن في الصليب الأحمر ننقل دعمنا الإنساني ولكن قبل كل شيء نعلم تماماً أننا بحاجة إلى وقف العنف"، لافتة إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان أثر على جهود المساعدات الإنسانية المستمرة. وأردفت: "رغم أن الصليب الأحمر اللبناني هو المزود الرئيس لخدمات الإسعاف في البلاد، إلا أنه أصبح من الصعب يوماً بعد يوم تقديم هذه الخدمة، لا سيما في مناطق النزاع".

وشددت روبرت على أهمية سلامة حياة العاملين والمتطوعين في مجال الإغاثة الإنسانية، مبينةً أنهم يواجهون صعوبات متزايدة، وأن بعض متطوعي الصليب الأحمر أصيبوا، وقالت: "حتى الآن تمكنّا من العمل في جميع أنحاء لبنان، لكن الأمر بات أكثر صعوبة". وأضافت: "نحن أيضاً متأثرون حقاً من حيث سلسلة التوريد، لأنه علينا جلب الكثير من المنتجات من أدوية وطعام ومواد أساسية".

الصورة
دمار في محيط مستشفى بيروت الحكومي، 22 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)
المرافق الصحية في لبنان تعرضت لتدمير إسرائيلي كبير، 22 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)

ولفتت إلى "الهجوم الإسرائيلي على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسورية، الذي جعل الأمر صعباً على منظمات الإغاثة لاستيراد المساعدات الإنسانية". في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة على منطقة المصنع، شرقي لبنان، التي تضم المعبر الحدودي مع سورية، ما أدى إلى قطع الطريق الدولي وتوقف العمل بالمعبر.

تدهور المرافق الصحية في لبنان

أشارت روبرت إلى أن "الوضع في مرافق الرعاية الصحية في لبنان شديد المأساوية"، لافتة إلى "تدمير إسرائيل الكثير من مرافق الرعاية الصحية، لا سيما في جنوب البلاد"، وقالت إن "ما يقارب 100 مركز صحي تعمل في الجنوب اضطرت إلى الإغلاق بسبب الوضع الخطير"، مضيفة: "نرى نظاماً صحياً متوتراً في جميع أنحاء البلاد يواجه صعوبة في تقديم الخدمة للعدد المتزايد من المرضى". وتابعت: "هناك ضغط متزايد على مرافق الرعاية الصحية لتقديم الخدمات الصحية كاملة".

وأوضحت روبرت أنه "من العسير التنبؤ إلى أين ستتجه الأحداث في لبنان، مع توقع حلول أزمة طويلة"، مردفة "سيتطلب الوضع جهداً كبيراً من الحكومة وجميع الجهات الفاعلة الإنسانية لضمان قدرة الناس على العودة إلى ديارهم، حتى في أفضل السيناريوهات، ستكون الاحتياجات هائلة، ونحن نعتمد حقاً على التضامن الدولي ودعم الجميع".

يذكر أن العدوان الإسرائيلي على لبنان أسفر منذ أكتوبر 2023 عن ألفين و483 شهيداً و11 ألفاً و628 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون