العراق: موائد إفطار مجانية للمسافرين على مشارف الفلوجة
أطلق عدد من الناشطين العراقيين في مدينة الفلوجة (غرب) مبادرة إنسانية لافتة تشمل وضع موائد على مدخل مدينتهم خلال وقت الفطور طيلة أيام شهر رمضان، لتوفير الطعام للصائمين من المسافرين، وعابري السبيل، أو الفقراء والمحتاجين.
وتضم وجبة الإفطار أصنافا مختلفة من الأطعمة والمشروبات، ويشرف عليها ناشطون من المدينة التي تتنفس أخيرا أوضاعا أمنية واقتصادية مستقرة بعد سنوات من المعارك والأزمات الأمنية، وتم نصب الموائد مع الكراسي إلى جانب سيارة الطعام على مشارف الفلوجة الشرقية، على مفترق الطريق الدولي الرابط بين العاصمة بغداد، وعمّان ودمشق.
وقال الناشط محمد الجميلي لـ"العربي الجديد" إن المبادرة يشرف عليها عدد من الناشطين، ويتولى تمويلها رجال أعمال وأصحاب مطاعم ومتاجر، فمع قلة عدد المطاعم على الطريق الدولي السريع، توفر للمسافرين، وسائقي السيارات، فرصة لتناول الطعام.
وأبدى كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بالمبادرة، وتداولوا صورا لها، وللافتات التي تدعو المسافرين الصائمين للتوقف لتناول الإفطار.
مُبادرة من اهالي الفلوجة
— دانية 🇮🇶 (@D99m84) April 3, 2022
قاموا بوضع كرفان في مدخل الأنبار لاعداد الطعام ونقله ووضعوا فيه وجبات افطار للقادمين من بغداد وباقي المحافظات والطعام يكون مجانًا. pic.twitter.com/SHEtTmJsEv
يقول عبد الرحيم الحسني، لـ"العربي الجديد"، إنه تناول وجبة الإفطار في ثاني أيام رمضان هناك، مؤكدا أن المبادرة "غير مستغربة على أهالي الفلوجة. سكان المدينة، وجميع أهالي الأنبار، معرفون بالكرم. أسكن في محافظة الكوت، ولدي أعمال في الأنبار، وطريقي يمر عبر الفلوجة، وفي مرات كثيرة كنت أحصل على مساعدة سكانها حين أحتاج، والكثير من عابري السبيل يستفيدون من المبادرة".
وأوضح الناشط في المجال الخيري، سلام الحلبوسي، من مدينة الخالدية القريبة من الفلوجة، لـ"العربي الجديد"، أن المبادرة جزء من مشروع "مطبخ الخيرات" الإنساني، والذي يعمل في المنطقة منذ سنوات، ويقدم الطعام والمساعدات للمحتاجين، وسبق أن قام بمبادرة رمضانية لتوصيل الإفطار للمحتاجين.
وأشار إلى أن "عودة سكان الفلوجة إلى مدينتهم بعد أن تم تهجيرهم بسبب الحرب، واحتلال "داعش" للمنطقة، كان من بين أسبابها الدعم المقدم من قبل الميسورين من سكانها الذين قدموا مساعدات مختلفة لإعمار المنازل والمحال التجارية والأسواق، ما دعم عودة السكان والحياة بالمدينة، ومن يطلع على التكافل والتكاتف بين سكان الفلوجة لن يستغرب المبادرات الخيرية، ومنها مبادرة إطعام الصائمين المارين عبر مدينتهم".