أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني، الذي اختتم أعماله اليوم الأربعاء، بضرورة تبني الدول سياسات فاعلة للوقاية من الإجهاد الحراري، لا سيما أن بعضها لا تتبنى تدابير عملية ورقابية ذات فاعلية على مستوى بيئة العمل لديهم.
وشدّد المشاركون في التوصيات النهائية للمؤتمر على أنّ الإجراءات التي تُنفّذ للتخفيف من تعرض العمال لمخاطر الإجهاد الحراري المهني بحاجة إلى التطوير وإيجاد سياسات جديدة لتعزيزها ودعهما.
اختتام فعاليات المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني الذي نظمته #وزارة_العمل بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية #قناhttps://t.co/fPJZTIteCd pic.twitter.com/eRhsZ5Qi6a
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) May 10, 2023
وأكد المؤتمر في توصياته أنّ التعرض الطويل لدرجات الحرارة المرتفعة يؤثر على إنتاجية العمل ويقللها ويؤدي إلى مخاطر التعرض للإصابات والأمراض والوفاة للعمال، مشيراً إلى أن التعرض لآثار درجات الحرارة المرتفعة لا يؤثر فقط على العاملين في المناطق المكشوفة والمغلقة حين لا يحدث تحكم في درجات الحرارة.
اختتمت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي بشأن الإجهاد الحراري المهني.. ممارسات التطبيق وتبادل الخبرات، والذي ناقش على مدى يومين، تأثير الإجهاد الحراري على بيئة العمل والتدابير الحالية والمستقبلية والتحديات.#وزارة_العمل pic.twitter.com/qM7NjfbKPi
— وزارة العمل (@MOLQTR) May 10, 2023
كذلك أشار إلى ضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين دول العالم، لا سيما التجارب في أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا، مما يشكل نقاطاً مهمة يمكن أن تنعكس على تجربة المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الإجهاد الحراري يؤثر على العمال بصرف النظر عن أعمارهم ونوعهم وجنسياتهم.
وكانت الباحثة في معهد سري راماشاندرا للتعليم العالي والأبحاث، فيديا فينوغوبال، قد عرضت خلال المؤتمر نتائج الدراسات التي خلص إليها المعهد عن الآثار الفسيولوجية للإصابة بالتأثير الحراري، فوجدت أن 42% من العمال الذين يعملون في الخارج تأثروا بتغيرات فسيولوجية، مثل أمراض الكلى والعيون، وهي أمراض ناتجة عن الإجهاد الحراري، ووجدت أنهم أكثر عرضة لأمراض الكلى بأربعة أضعاف، وكشفت أيضاً عن أن 33% من العمال في قطاعات الحديد والصلب والبترول والغاز يعانون من أمراض الكلى.
وقال الأستاذ بجامعة سنغافورة جايسون وي إن اتباع استراتيجيات السلامة المهنية لا يؤثر على الإنتاجية، مضيفاً أن الأزمة الاقتصادية زادت الحاجة للحديث عن الإجهاد الحراري والخسائر الاقتصادية المترتبة عليه.
وفي الدراسة التي قدمها خلال مشاركته في المؤتمر ذكر أن الإجهاد الحراري يؤثر على اتخاذ القرارات لدى العامل، ويقلل إدراكه المخاطر المحتملة نتيجة القرارات التي يتخذها بدون التفكير في عواقبها.
وشكّل المؤتمر منصة حوارية أمام المشاركين والمهتمين والمختصين، لتبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة في الحد من تأثير الإجهاد الحراري، وبحث سبل تعزيز حماية العمال، وآليات تعزيز السلامة والصحة المهنيتين في بيئة العمل.