انتحرت، أمس الأربعاء، في منطقة بشيكتاش الساحلية بإسطنبول، شابة تبلغ من العمر 28 عاما تعمل مديرة عامة لشركة طبية، بعد تناولها حبوباً مضادة للاكتئاب، بحسب ما نشرت وسائل إعلام تركية اليوم.
وذكر موقع "şimdi türkiye" أن الفتاة التركية قفزت من الطابق 23 الذي تعمل فيه، بعد أن تركت رسالة كتبت فيها" لقد سئمت جدا من التعامل مع الناس"، ليتضح بعد فحص الجثة أن الشابة كانت تعاني من اكتئاب حادّ وتناولت 25 قرصاً مضاداً للاكتئاب قبل أن تنتحر"، وقد اشترت الحبوب بوصفة طبية مساء اليوم السابق لانتحارها خلال عملها بالشركة".
وبيّنت الشابة، خلال الرسالة، أنها حاولت الانتحار عبر تناول جرعة دوائية كبيرة، لكنها لم تمت، ما دفعها للقفز من أعلى البناء، "تناولت حبوبا لكنني لم أمت. إذا كان مفتوحا، سأصعد إلى هناك وأقفز، يمكنك العثور على جسدي في الطابق السفلي"، خاتمة "لقد سئمت جدا من التعامل مع الناس".
وبيّنت المصادر الإعلامية أنّ "الشابة المنتحرة دفنت أمس، لكن ملابسات الحادث لم تتضح بشكل كامل، غير أنّ التحقيقات مستمرة".
وترى الباحثة التركية عائشة نور أنه لا يمكن تعميم انتحار الشابة على المجتمع التركي، كما يحاول البعض الترويج، بسبب الوضع الاقتصادي، بل هي حالات ناتجة عن أمراض نفسية موجودة في جميع المجتمعات، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام أكثر من الأهل وأصحاب العمل، ما دام ثبت أنّ الشابة تعاني من اكتئاب وتشتري أدوية بوصفة طبية".
وتضيف المُدرسّة في جامعة محمد الفاتح لـ"العربي الجديد": لا أعتقد أن نسب الانتحار عالية أو حتى تقاس بأي دولة أوروبية، فقط وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي باتت تكشف عن كل حالة، وربما كانت تحصل بالماضي من دون أن نعلم بها.
وشهدت تركيا حالات انتحار خلال الأشهر الأخيرة، إذ ألقت مواطنة تركية، تبلغ 84 عاما وأم لأربعة أبناء، نفسها من الطابق الثالث، في شارع 1147 بحي "بادامليك" بمركز "كاجي أوران" في العاصمة أنقرة، نهاية العام الماضي.
كما انتحرت سيدة أخرى (36 عاماً) عبر إلقاء نفسها مِن سطح مبنى في ولاية هاتاي جنوبي تركيا، لتفارق الحياة بعد وصولها إلى مشفى الجامعة في أنطاكيا.
وفي حين تلعب المعارضة، بحسب وصف أتراك، على قضية كثرة الانتحار ونسبها للظروف الاقتصادية، مستغلة هذه الورقة قبل الانتخابات العام المقبل، ترى الباحثة عائشة نور ضرورة الابتعاد عن زج الأتراك وحيواتهم الشخصية ومآسيهم ضمن ألاعيب السياسة وبرامج الأحزاب المتنافسة على السلطة.