توسّعت العمليات الإنسانية في شمال إثيوبيا منذ اتّفاق السلام بين المتحاربين في إقليم تيغراي، لكنّ الوصول إلى جزء من هذه المنطقة ما زال متعذّراً، في حين لا تلبّي المساعدات المقدّمة الاحتياجات، بحسب ما أفاد برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة.
وانقطع إيصال المساعدات الإنسانية إلى تيغراي في نهاية أغسطس/ آب الماضي، عندما استؤنف القتال بعد خمسة أشهر من الهدنة بين الجيش الفيدرالي الإثيوبي وحلفائه من جهة، وقوات متمرّدي تيغراي من جهة أخرى.
وقبل هذا الانقطاع، كانت المساعدات غير كافية لتلبية احتياجات منطقة تعاني من أزمة إنسانية كبرى، إذ يعتمد نحو 90 في المائة من سكانها، البالغ عددهم ستة ملايين نسمة، على المساعدات الغذائية، بسبب النزاع الذي اندلع قبل عامَين.
📢Operational Update@WFP has delivered 2,400+ metric tons of #food & 100K litres of fuel into #Tigray since 15 Nov. @logcluster has transported 250 tons including medical supplies for partners.@WFP_UNHAS flights to #Mekelle resumed today.
— WFP_Ethiopia (@WFP_Ethiopia) November 25, 2022
Read more: https://t.co/wLFT8MRaSx pic.twitter.com/j5GZxv3LUw
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، في بيان، أنّه "وزّع أكثر من 2400 طنّ من المواد الغذائية والطبية الحيوية وغيرها في منطقة تيغراي" منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وقام بـ"إعادة فتح الممرّات الإنسانية الأربعة" المؤدية إلى المنطقة. لكنّه لفت إلى أنّ "المساعدات المرسلة إلى تيغراي لا تلبّي الاحتياجات، فيما يحتاج برنامج الأغذية العالمي وحلفاؤه إلى الوصول بشكل عاجل إلى المنطقة كاملة"، إذ يُقيَّد الوصول إلى مناطق معيّنة في الشرق والوسط.
تجدر الإشارة إلى أنّ إقليم تيغراي قد بقي مقطوعاً تقريباً عن العالم لأكثر من عام، ومحروماً من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية والوقود.
من جهة أخرى، يواصل برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات في منطقتَي أمهرة وعفر المجاورتَين لتيغراي واللتَين طاولتهما الحرب التي أدّت بدورها إلى نزوح أكثر من مليونَي أثيوبي، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة.
وأشار البرنامج إلى أنّه "في شمال إثيوبيا، أدّى النزاع إلى اعتماد أكثر من 13.6 مليون شخص على المساعدات الإنسانية"؛ 5.4 ملايين شخص في تيغراي، وسبعة ملايين في أمهرة، و1.2 مليون شخص في عفر.
وكان النزاع قد اندلع في نوفمبر من عام 2020، عندما شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، عملية عسكرية في المنطقة، لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، متهماً إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.
ووقّعت الحكومة والمتمرّدون في تيغراي اتفاق سلام في الثاني من نوفمبر 2022 في مدينة بريتوريا في جنوب أفريقيا. وينصّ الاتفاق، من بين أمور أخرى، على وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى تيغراي، وقد تلته في 12 نوفمبر نفسه وثيقة في مدينة نيروبي في كينيا بشأن طرق تنفيذه.
وتوقّفت الأعمال العدائية في تيغراي، منذ ذلك الاتفاق، بحسب ما أعلن رئيس أركان القوات التيغرية تاديس واريدي في 22 نوفمبر، لكنّ الجيش الإريتري والقوات الإقليمية ومليشيات أمهرة التي تدعم الجيش الإثيوبي، ما زالت موجودة في مناطق معيّنة من تيغراي.
(فرانس برس)