أوقفت بعض الدول الأوروبية أخيراً، بشكل مؤقت، عملية التلقيح بلقاح "أسترازينيكا"، بعد تقارير أفادت بأنّ عدداً قليلاً من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أصيبوا بجلطات دموية. وبعد أن أكّد المراقبون أن "لا دليل على ارتباط اللقاح بالجلطات الدموية"، طرحت شبكة "بي بي سي" البريطانية في تقرير لها، سلسلة من الأسئلة عن درجة أمان اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
كيف يتأكّد الأشخاص عموماً، والخبراء خصوصاً، من أنّ اللقاحات آمنة؟ وفق التقرير، سيستمرّ المراقبون في مراقبة وتقديم المشورة حول الأعراض الخاصة، التي يمكن أن تطرأ بعد أخذ جرعات اللقاحات، مثل الكدمات غير العادية أو الصداع المستمرّ. أمّا عن كون عدوى كورونا لا تزال تشكّل خطراً على الغير، فالإجابة عن هذه الأسئلة، بحسب التقرير، تستدعي البحث بشكل أكثر دقة، وبعدها يُقيَّم اللقاح، وإن كان آمناً أو لا.
أكّد معدّو التقرير أنّ أولى الخطوات الخاصة للتأكّد مما إذا كان اللقاح آمناً، تتعلّق بإجراء تجارب السلامة في المختبر، التي تبدأ باختبارات وأبحاث على خلايا الحيوانات قبل الانتقال إلى الدراسات البشرية. ويضيفون أن "المبدأ العام ينطلق من إجراء اختبارات على نطاق صغير ومن ثم الانتقال إلى المرحلة المتقدمة، إذا لم تكن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة. وإذا كانت بيانات السلامة من المعامل جيدة، يمكن العلماء التحقّق من أنّ اللقاح أو العلاج فعّال. وهذا يعني ضرورة إجراء اختبارات على أعداد كبيرة من المتطوعين - حوالى 40 ألفاً في حالة شركة فايزر-بيونتك، وهي الأولى التي جرت الموافقة عليها في المملكة المتحدة".
في هذه المرحلة، يُعطى نصف الفئة المتطوعة اللقاح، والنصف الآخر حقنة وهمية، ولا يُعلَم الباحثون والمشاركون بأيّ مجموعة وضعوا، إلّا بعد إعلان النتائج، ومن هنا، يمكن معرفة، بحسب التقرير، ما إذا كان اللقاح آمناً أو لا.
بعدها، يُطرَح سؤال آخر، لا يقلّ أهمية عن الأول، ويتعلّق بمدى الموافقة السريعة على اللقاحات ضدّ السلالات الجديدة، فهل اللقاحات الجديدة، قادرة على محاربة السلالات الجديدة؟
يأمل العلماء أن تتمكّن لقاحات فيروس كورونا، مع إجراء التعديلات عليها، من ضمان استمرارها في توفير حماية عالية، مع ظهور أنواع جديدة من المرض. كذلك ثمة تساؤل عمّا إن كانت للقاحات آثار جانبية.
وفق التقرير، فإنّ اللقاحات لا تصيب الأشخاص بأيّ مرض. بدلاً من ذلك، يقوم اللقاح بتعليم جهاز المناعة في الجسم، التعرّف إلى العدوى التي صُمِّمَت للحماية منها ومكافحتها.
يعاني بعض الأشخاص من أعراض خفيفة بعد التطعيم. ليس هذا هو المرض نفسه، ولكن هذه الأعراض تعني استجابة الجسم للقاح.
ووفق التقرير، فإنّ الأعراض الجانبية الشائعة التي قد تؤثّر في أكثر من واحد من كل 10 أشخاص، وعادة ما تتحسن في غضون أيام، تشمل القشعريرة والتعب وآلام العضلات.
ومن ضمن الأسئلة الشائكة أيضاً، السؤال عن الجهة المخوّلة إصدار الموافقة على اللقاحات أو العلاجات.
تُمنح الموافقة في المملكة المتحدة فقط إذا كان المنظّم متأكداً من أنّ اللقاح آمن وفعّال. تستمرّ الفحوص بعد الموافقة للتأكد من عدم وجود المزيد من الآثار الجانبية أو المخاطر طويلة الأجل.
يقرّر الخبراء المستقلّون في اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين أفضل السبل لاستخدام اللقاح ومن يجب أن يحصل عليه.
ماذا تحتوي لقاحات كورونا؟
يستخدم كلّ من لقاحي "فايزر-بيونتك" وموديرنا، الشفرة الجينية لإحداث استجابة مناعية، لا تغيّر هذه اللقاحات الخلايا البشرية، لكنها فقط تقدم للجسم تعليمات لبناء مناعة ضد فيروس كورونا.
أما لقاح "أسترزينكا-أكسفورد"، فيستخدم فيروساً غير ضارّ، عُدِّل ليبدو أشبه بالفيروس الوبائي. ويشير الخبراء إلى أنّ ردود الفعل التحسّسية على اللقاحات، نادرة إلى حد ما، وحتى تلك الخطيرة يمكن علاجها.
ماذا لو كان الشخص مصاباً بفيروس كورونا بالفعل، فهل من الضروري أخذ جرعة اللقاح؟
سيُعرض اللقاح على الناس، حتى الذين أصيبوا بفيروس كورونا، وذلك لأنّ المناعة الطبيعية قد لا تدوم طويلاً ويمكن أن يوفّر اللقاح مزيداً من الحماية.
يقول الخبراء إنّه "لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن إعطاء الجرعات للأشخاص المصابين بفيروس كورونا "طويل الأمد" أيضاً، لكن الأشخاص المصابين بكوفيد-19، يجب ألّا يتلقوا اللقاح حتى يتعافوا".
أما السؤال الأخير الذي طرحه العديد من الأشخاص، فهو: هل تحتوي اللقاحات على الكحول؟ الإجابة، بحسب الخبراء، أنّ اللقاحات لا تحتوي على الكحول أو أي منتجات حيوانية أخرى.