تختلف تجربة الزواج من شخص إلى آخر، كما الطلاق. ويتساءل الناس فيما بينهم عن مدى قدرة الزواج على الاستمرار، وكثيراً ما يشككون بمؤسسة الزواج، إلا أن الأجوبة تطرح تحليلات وتساؤلات جديدة، تختلف بحسب التجارب. كتبت كيمبرلي هارينغتون عن تجربتها وحيرتها في صحيفة ذا واشنطن بوست الأميركية، بناء على كتاب "الطريقة التي لم نكن عليها أبداً... العائلات الأميركية وفخ الحنين"، للكاتبة ستيفاني كونتز.
وتقول: "بعدما اتخذت قراري بالطلاق، ربما لم يكن الوقت مثالياً لبدء قراءة كتب عن الزواج. لكن هذا ما فعلته. في البداية، أردت فهم ما حدث في زواجي. لم يكن كتاب كونتز من الكتب الأكثر مبيعاً، إلا أنه عبارة عن دراسة مؤلفة من 500 صفحة. نُشر الكتاب للمرة الأولى عام 1992. وكانت في إمكاني قراءته قبل خمس سنوات من زواجي". تضيف: "لم يغير الكتاب طريقة تفكيري فقط في تحربتي في الزواج وتربية الأبناء، بل حول الزواج والأمومة بشكل عام". وتقتبس عن كونتز قولها: "الفكرة الهجينة القائلة بقدرة المرأة على إعطاء الوقت الكامل لأطفالها والحفاظ في الوقت نفسه على العلاقة الجنسية والعاطفية مع زوجها التي رُوج لها في خمسينيات القرن الماضي، قادت آلاف النساء إلى المعالجين النفسيين أو المهدئات أو الإدمان على الكحول عندما حاولن فعلاً تحقيق الأمر".
تتابع هارينغتون: "أفكّر إلى أي حدّ تُلقى المسؤولية على النساء في كل ما قد يصيب الأطفال أو الأسرة"، مشيرة إلى أن كونتز "ترى أن الخيارات التي اتخذتها النساء في وقت لاحق لا ترتبط بالتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بقدر ما هي رد فعل على الماضي. وخير دليل هو بدء دخول النساء إلى سوق العمل قبل صعود الحركة النسائية. وقد شجعت سياسة الحكومة الأميركية على التوسع في توظيف النساء المتزوجات، ليس لأن الحكومة كانت تحت سيطرة الليبراليين أو النسويات، بل بسبب رغبتها في تعزيز التوسع الصناعي، بالإضافة إلى الخوف من تفوق الروس علمياً وتكنولوجياً خلال الحرب الباردة، في حال عدم تفعيل القوة النسائية".
تقول هارينغتون: "عندما يتعلق الأمر بالتربية، أعلم أنني لست المرأة الوحيدة التي شعرت بالغضب أو الانهيار بسبب اختياراتي، بما في ذلك العمل والحضانة والطلاق وغير ذلك، استناداً إلى الدراسات التي كنت أتابعها. إلا أن كونتز تشير إلى أن معظم الدراسات المتعلقة بأثر عمل الأمهات على الأطفال هي موضع شك، لأنها تستبعد غالباً أثر عمل الآباء على الأطفال". وتوضح كونتز: "بصفتي مؤرخة، أظن أن الأمر الخطأ حقاً في الأبوة الأميركية هو أنها صنعت لتكون وظيفة محورية بشكل مخيف".
(ربى أبو عمو)