أكّد المكلّف بالإعلام في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أنّ ازدياد هجرة العنصر النسائي تعود لعدة أسباب، منها الظرف العام وأسباب اقتصادية واجتماعية. وأوضح أنّ المهاجرات الأفريقيات ضحايا شبكات الهجرة، تدفعهن الأوضاع الاجتماعية والظروف العامة في بلدان الإقامة إلى الانخراط في الهجرة.
ولفت بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد " إلى أنّه يتمّ التغرير بالكثير من الشابات وإيهامهن بالعمل وبظروف حياتية أفضل، ويتم استغلالهنّ مادياً وكثيراً ما يتحوّلن إلى ضحايا هذه الشبكات.
وأضاف أنّ اللافت أنّ التونسيات أيضاً أصبحن يغادرن في مراكب الهجرة السرية، إذ وصلت خلال 9 أشهر من السنة الحالية نحو 449 تونسية إلى السواحل الإيطالية، وهو رقم مهم. وأكّد أنّ هناك نساء يهاجرن بمفردهن لأسباب ذاتية واقتصادية واجتماعية، وهناك من يتعرّضن لضغوطات أسرية أو اضطهاد من المجتمع، فتكون الهجرة وسيلة للهروب. وأضاف أنّ من التونسيات من يهاجرن في إطار عائلي، برفقة الأسرة، بينما كانت النساء سابقاً العنصر الرافض للهجرة، ويقفن حاجزاً أمام أفراد الأسرة الراغبين في الهجرة. ولكن حصلت عدّة تغييرات جعلت المرأة المهاجرة تقتنع بأن المخاطر التي تتعرّض لها في المجتمع أو المحيط والبيت أكبر من خطر المجازفة بالهجرة بحراً.
ولاحظ المتحدث أنّ مشروع الهجرة تحوّل إلى رغبة لدى المرأة في الهروب والبحث عن واقع أفضل، ولكن للأسف هذه الرغبة سرعان ما تجعلهن فريسة سهلة في يد شبكات الهجرة.
وحول عمليات الإنقاذ والتصدي للهجرة، قال بن عمر إنها عمليات اعتراض أكثر منها إنقاذ وهي عمليات تكاد تكون يومية، وحتى من حيث الوسائل والتقنيات المستعملة هي عادةً للتصدي للهجرة وليس للإنقاذ. وأشار إلى أنه في ليلة 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 تمّ تسجيل رقم قياسي، وهو47 عملية اعتراض للمهاجرين.
وتمكّنت وحدتان بحريتان تابعتان لجيش البحر، الأربعاء، بمساعدة قوارب صيد، من إنقاذ 123 مهاجراً سرياً من جنسيات أفريقية مختلفة، من بينهم 17 امرأة، كانوا على متن قارب معطل في الموقع، شمال شرقي قرقنة، على بعد 30 كلم، وكانوا بصدد طلب المساعدة والنجدة بعد أن أبحروا من سواحل سيدي منصور في صفاقس، بحسب تأكيد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد زكري لـ"العربي الجديد" .
وأوضح زكري أنّ عملية الإنقاذ تمّت حوالى الساعة التاسعة ليلاً، وأضاف أنه تم تسليم المهاجرين إلى وحدات الحرس الوطني، وأنّ أغلبهم من جنوب الصحراء.
وبحسب بيان للحرس الوطني، اليوم الجمعة، فإنه وفي إطار التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية تمكّنت وحدات الحرس الوطني العاملة في جهات جرجيس وقليبية والمنستير، خلال الليلة الفاصلة بين يومي 12 و13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، من إحباط 3 عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة، ونجدة وإنقاذ 27 شخصاً، من بينهم 23 شخصاً من جنسيات دول أفريقية مختلفة.
وأشار البيان إلى أنّ وحدات الحرس البحري في صفاقس تمكّنت أيضاً يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 من ضبط 3 تونسيين (من بينهم مطلوبان في قضايا حق عام) و20 شخصاً من دول أفريقية مختلفة كانوا يعتزمون المشاركة في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة، وحجزت لديهم سترات إنقاذ وسيارة خاصة ومبلغاً مالياً من العملة التونسية قدّر بحوالي 9 آلاف دينار (حوالي 3200 دولار أميركي).
وتمكّن مركز الحرس الوطني بمارث من ولاية قابس، يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، من الاحتفاظ بشخص احتال على مجموعة من الأشخاص من جنسيات دول أفريقية مختلفة، وتسلّم منهم أموالاً بنيّة التوسّط لهم لاجتياز الحدود البحرية خلسة.
وتمكّنت أيضاً في 13 أكتوبر/ تشرين الأول وحدات الحرس الوطني ببحري الوسط من إحباط عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة والقبض على 7 أشخاص وحجز مركب بحري وكمية من المحروقات وسيارة خاصة.