سجّل أكثر من 300 ألف تونسي على منصة التسجيل العامة للقاحات التي وضعتها وزارة السلطات الصحية في خدمة المواطنين، منذ نحو أسبوع، وفق الأرقام المنشورة على عدّاد الموقع.
وفتحت وزارة الصحة باب التسجيل للحصول على لقاح كورونا لكلّ التونسيين عبر تطبيق إلكتروني خاص أو خدمة الإرساليات القصيرة، بما يمكّن أكبر عدد ممكن من المواطنين من تسجيل أسمائهم على قائمة الانتظار.
ويقوم التونسيون بالتسجيل على منصة التلقيح، عبر إدخال أرقام هوياتهم الرسمية وتاريخ الولادة، بما يتيح الترتيب التفاضلي للمسجّلين حسب السن.
كذلك، يتيح الموقع تسجيل المقيمين من غير حاملي الجنسية التونسية بالاعتماد على أرقام وثائقهم الثبوتية، على غرار جوازات السفر، من أجل ضمان مبدأ التكافؤ في الحصول على اللقاح لكلّ المقيمين في تونس دون استثناء.
ويترقّب التونسيون وصول أول دفعة من اللقاح المضاد لكورونا التي تشمل 50 ألف جرعة، وقالت السلطات الصحية إنها ستصل إلى البلاد في فبراير/شباط المقبل، وإنّ كافة الجرعات ستوجّه لمهنيي القطاع الصحي والكوادر الطبية لحمايتهم من عدوى الفيروس.
وقال رئيس اللجنة الوطنية للتلقيح، الهاشمي الوزير، إنّ تونس في مفاوضات متقدمة مع عدد من المخابر، من أجل تنويع اللقاحات. وأكّد الحصول على وعود باقتناء قريب لجرعات من لقاح "سبوتنيك" و"أسترازينيكا"، وأنّ المخبرين قدّما ملفّهما رسمياً للحصول على رخصة ترويج الدواء في السوق التونسية، بعد أن حصل مخبر "فايزر" على هذا الترخيص في وقت سابق.
وأكّد الوزير أنّ عملية التسجيل على المنصة الإلكترونية تتقدم، غير أنّ المسجّلين لن يحصلوا على مواعيد تلقي التعطيم ومراكزه إلا بعد وصول الجرعات الأولى من اللقاح إلى تونس، مرجحاً أن يكون ذلك خلال شهر فبراير/ شباط المقبل.
وأعلنت السلطات الصحية، الأسبوع الماضي، أنّ "تونس سجّلت في أكثر من منظومة للحصول على لقاح كورونا فور تصنيعه"، وستوفر مبدئياً 50 ألف جرعة قبل نهاية الشهر المقبل.
وأعلنت الحكومة نيّتها توفير 6 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للفيروس، مطلع إبريل/ نيسان المقبل، دون توضيح الشركات التي تعاقدت معها البلاد للحصول على اللقاح.
وقالت إنّ وزارة الصحة تستهدف توفير اللقاح لـ50 في المائة من التونسيين في النصف الأول من العام الحالي، كما أوضحت أنّ الأولوية في الحصول على اللقاح ستكون لكبار السن، والعاملين في قطاع الصحة، والمصابين بأمراض مزمنة، ومخالطي مرضى كورونا، والعاملين بالقطاعات الحكومية، وأخيراً لمن أعمارهم تزيد عن 18 عاماً.
لكن منظمة الصحة العالمية لا تبدي تفاؤلاً بشأن الوضع الصحي في البلاد، إذ قال ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس، إیف سوتیران، اليوم الأربعاء، إنّه بالنظر إلى عدد السكّان فإنّ تونس تسجل ثاني أعلى معدل للوفيات لدى المصابين بكورونا في القارة الأفريقية.
وأضاف سوتیران، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بمجلس نوّاب الشعب، أنّ الوضع الوبائي في تونس مقلق جداً، ويسجَّل ارتفاع في حصيلة الإصابات والوفيات بكوفید-19، وأكّد أنّ تونس أتمّت كافة الإجراءات المتعلّقة بالانضمام إلى مبادرة "كوفاكس" التي أطلقتها المنظمة، لتوفير كميّات من اللقاحات ضد الجائحة في البلدان النامية.