استمع إلى الملخص
- تعزو جمعية تضامن النساء الأردني تزايد الجرائم الأسرية إلى تأجيل حل الخلافات، إدمان المخدرات والكحول، وضغوط الحياة.
- أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي يشير إلى أن البطالة والفقر، وغياب الحوار الأسري والتربية السليمة، تزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم الأسرية.
شهد الأردن في الأسابيع الأخيرة جرائم أسرية صادمة وبشعة. واليوم الخميس، ألقت أجهزة الأمن القبض على شخص أطلق النار داخل منزل وقتل والدته وشقيقته وأصاب شقيقة أخرى حالتها خطرة.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، في بيان: "أطلق عصر أمس الأربعاء شخص النار على والدته وشقيقتيه بسبب خلافات عائلية أثناء وجودهم داخل منزلهم في منطقة عين الباشا بمحافظة البلقاء (وسط)، ثم لاذ بالفرار. وفارقت الوالدة وإحدى الشقيقات الحياة، فيما نقِلت شقيقة أخرى إلى المستشفى". وأوضح السرطاوي أنّ فريق تحقيق في إدارة البحث الجنائي لاحق القاتل واعتقله في مركز حدودي خلال محاول مغادرة البلاد إلى الخارج، وباشر التحقيق معه في الواقعة.
وقبل أيام شهدت منطقة لواء رويشد بمحافظة المفرق، شمال شرقي الأردن، جريمة صادمة، تمثلت بقتل شاب والده طعناً وإخفاء جثمانه لمحاولة تضليل أجهزة الأمن والهروب من قبضة السلطات. وقال السرطاوي: "نبحث عن المجرم الهارب الذي كشفت التحقيقات أنه قتل والده طعناً إثر نشوب خلافات بينهما، ودفن جثّته بالاشتراك مع أحد أقربائه من أجل إخفاء الجثة والجريمة، ثم توارى عن الأنظار".
وفي 28 أغسطس/ آب الماضي، اعتقلت أجهزة الأمن شخصاً أطلق النار على ابنته في طريق عام، جنوبي العاصمة عمان، وقتلها. وصادرت الأجهزة السلاح الناري الذي استخدم في الجريمة وفتحت تحقيقاً في الحادث.
وبحسب تقرير أصدرته جمعية معهد تضامن النساء الأردني (تضامن)، شهد النصف الأول من العام الحالي ارتكاب عشر جرائم أسرية، غالبية ضحاياها من النساء. وقال أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي لـ"العربي الجديد": "الجرائم الأسرية التي يشهدها المجتمع الأردني صادمة جداً، ومن أهم أسبابها عدم حل خلافات بسرعة وتأجيلها، وهو ما يزيد عمقها وتجذرها في الأسر وصولاً إلى ارتكاب جرائم، وأيضاً إدمان وتعاطي المخدرات والكحول والتعرّض لضغوط قد تتسبب في فقدان الشخص السيطرة على نفسه".
أضاف: "لا يقتل شخص أحد أفراد أسرته ويكون في وعيه الكامل ووضعه الطبيعي، فهو يكون تحت تأثير إدمان المخدرات، خاصة في الجرائم الصادمة"، وأشار إلى أن "غياب الحوار الأسري والتسامح والصبر والتمسك بالمواقف ورفض التنازل عنها والتعصب للآراء تفاقم المشاكل التي تنتهي بارتكاب جرائم، يزيدها أيضاً ولع اعتبار الأسرة كياناً خاصاً لا يستطيع أحد أن يتدخل به، ما يبعد الأقارب عن التدخل إلا بطلب من الأسرة. وغياب الوسطاء يزيد حدّة المشاكل التي تبدأ في كثير من الأحيان بالعنف وصولاً إلى ارتكاب جرائم".
ولفت أيضاً إلى أن "من أهم أسباب القتل العوامل الاقتصادية، فالبطالة والفقر يتسببان في ارتكاب جرائم للهرب من تسديد ديون أو دفع التزامات الأسرة وتكاليف المعيشة. وهناك أيضاً غياب التربية السليمة الذي يزيد عدد أصدقاء السوء الذين يدفعون بعض الأشخاص إلى ارتكاب جرائم. والمجتمع عموماً أصبح يشهد تمرداً من بعض الأبناء على الأهل، وعدم سماعهم نصائح الآباء والأمهات الذين يعتبرون أنهم يتدخلون في حياتهم. ويفاقم ذلك الأمور، خصوصاً أن بعض الآباء لا يقبلون التمرد فتحصل الجرائم".