تلقى السوري ياسر المحمود اتصالا من ابن أخته قبل عدة أيام، ليبلغه أن منزله بحي الهلالية في مدينة القامشلي تعرض للسرقة، ليسارع فورا للذهاب إلى بيته لتفقده، إذ كان في بيت آخر له في حي قدور بيك.
حادث السرقة الذي تعرض له المحمود واحد من عشرات حوادث السرقة التي وقعت مؤخرا في مدينة القامشلي والمناطق المحيطة بها في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، والتي تفاقم مخاوف السكان في ظل غياب الإجراءات الفعالة لضبط الأمن من قبل الإدارة الذاتية الكردية.
روى المحمود تفاصيل سرقة منزله لـ"العربي الجديد" قائلا: "قبل ثلاثة أيام، اتصل بي ابن أختي، وأخبرني أن اللصوص دخلوا بيتي. ذهبت إلى البيت مع عدد من وجهاء الحيّ، وبعد تحريات وأسئلة للمقيمين في الشارع، علمنا أن هناك شبان يترددون على الشارع منذ مدة. أمهم مطلقة ووالدهم متزوج من امرأة ثانية، ويقيم معها في الحي، وتأكدنا أنهم اللصوص، فشكلنا وفدا لزيارة والدهم، وأبلغناه أن أولاده ضالعين في السرقة، فأنكر ذلك، وأنكر وجود أولاده في الحي، وقال إنه لم يرهم منذ يومين".
يضيف المحمود: "أثبتنا له بعد جدال أن أولاده سرقوا مصاغا من الذهب ومبلغا ماليا، وقدمنا بلاغا عند النيابة، وأبلغنا النيابة أننا لا نريد تضخيم الموضوع، وسنحاول إيجاد حل كي لا يتم القبض على الشبان، وأعطينا المجال لوالدهم عبر مهلة 24 ساعة ليعيد أبناؤه المسروقات. بعد أقل من 24 ساعة، كلمنا والد الشبّان، وقال إنه سيقوم بشراء الذهب، ودفع جزءا من المال، راجيا مسامحته في الباقي، فأبلغنا النيابة بأن المشكلة تم حلها بإعادة الذهب والمال".
أبلغ غسان خليل "العربي الجديد" أن منزله تعرض للسرقة قبل نحو شهرين، وأن العصابة سرقت دارجته النارية، ليكون واحدا من ضحايا السرقات المتكررة في المدينة.
وتحولت جرائم السرقة إلى ظاهرة مقلقة لسكان المدينة، لا سيما مع تكرارها خلال الفترة الأخيرة، ويطالب الأهالي الإدارة الذاتية بوضع حد لعمليات السرقة.
ودفع الواقع المعيشي السيئ وقلة فرص العمل العديد من الشبان لامتهان السرقة، في حين تغيب فيه القوانين الرادعة أو السيطرة الأمنية، مع إشارة إلى وجود تساهل من الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن في معاقبة اللصوص.
وأوضح مصدر خاص من القامشلي، لـ"العربي الجديد"، أن حوادث السرقة تشمل المناطق المحيطة بالمدينة أيضا، ولا تقتصر الجرائم على سرقة البيوت فقط، إذ تشهد المنطقة بشكل شبه يومي جرائم نهب، واقتحام مزارع، وسلب معدات صناعية وزراعية. وقبل أيام، قام لصوص بنهب محتويات مزرعة في قرية خالد غلو، من بينها مواد بناء جلبها صاحب المزرعة لإنشاء مشروع دواجن، كما سرقت الألواح الكهربائية بعد كسر أقفال البوابة الرئيسية وأبواب المستودعات داخلها.