- الطلاب رفعوا لافتات تدعو للمقاومة والمقاطعة، مؤكدين على أهمية قطع الارتباط مع الشركات الداعمة للاحتلال وتحقيق الاستقلال الذاتي عبر الإنتاج العلمي المستقل.
- في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، شدد الطلاب على الشفافية المالية ومقاطعة شركات مثل HP، معتبرين الحراك وسيلة ضغط لدعم القضية الفلسطينية ووقف الإبادة.
شهد عدد من جامعات لبنان، اليوم الثلاثاء، حراكاً طلابياً رفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، المستمرّة منذ ما يقارب السبعة أشهر، وإسناداً للانتفاضة الطلابية العالمية الرافضة لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.
وانطلقت التحرّكات الطلابية، صباح الثلاثاء، من جامعات لبنان وبشكل أساسي من الجامعة اللبنانية (الجامعة الحكومية الوحيدة في لبنان)، فرع الحدث، وأكثر من سبع جامعاتٍ خاصة في بيروت، والكسليك، شمالي العاصمة، والبقاع. ورفع المشاركون في التحركات لافتات تدعو "للمقاومة والمقاطعة حتى تفكيك الكيان الإسرائيلي وإقامة فلسطين واحدة"، وأطلقوا هتافات تضامنية مع أهل غزة والجنوب اللبناني.
4 مطالب للحراك الطلابي في جامعات لبنان
وأجمع ملتقى الأطر الطلابية في جامعات لبنان المشاركة في التحركات على أربعة مطالب أساسية، هي "الوقف الفوري لحرب الإبادة في غزة والعدوان الصهيوني في لبنان"، و"تفكيك الكيان الصهيوني ومحاسبة مجرميه على جريمة الإبادة في غزة وفي كل فلسطين منذ عشرات السنين، وإنهاء الاحتلال لتعود الأرض ومواردها للشعب الفلسطيني"، و"قطع الارتباط مع كل الشركات الداعمة للاحتلال وسحب المنتجات المدرجة في قوائم حملة المقاطعة العالمية من كل الجامعات"، و"توفير الإنتاج العلمي وتأمين ظروفه بما يخدم حاجات المجتمع وتطلعاته وتطوره اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من أجل تحرّره من التبعية السياسية والاقتصادية".
في السياق، يقول الطالب في الجامعة اللبنانية وفي الاتحاد الطلابي العام في لبنان خضر أنور، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المطالب في جامعات لبنان لا تنطلق فقط من منطلق التضامن والضغط على المجتمع الدولي لوقف الإبادة، إذ إن الخطاب هذه المرّة ينطلق من خطاب تحرّري للمجتمع لكسر أنظمة الاستعمار، سواء الفرنسي أو الأميركي، من هنا نطالب بتوفير الإنتاج العلمي وتأمين ظروفه، بما يخدم حاجات المجتمع وتطلعاته وتطوره اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من أجل تحرّره من التبعية السياسية والاقتصادية".
ويلفت أنور إلى أنّ "أهداف التحركات في جامعات لبنان اليوم منها مشتركة وأخرى تنطلق من كل جامعة، وخصوصاً بما يعني المقاطعة وقطع الارتباط مع الشركات الداعمة للاحتلال، فكل جامعة قد تكون لديها علاقات مع شركات مختلفة"، مشيراً إلى أنه "نسعى لأن يكون هناك تواصل عابر للحدود لنصبح بمواجهة طلابية على صعيد العالم كله، لتكون بنية النظام العالمي لصالح الإنسان"، مشيرا إلى أن "لا موقف سلبياً حتى الآن من إدارات الجامعات بما خصّ التحرك، ونحن بالأساس في قلب أزمة اقتصادية، مع احتمال توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا مستقبل واضحاً للشباب، من هنا لا نخاف أصلاً من أي قرارات يمكن أن تصدر، وهدفنا يبقى بناء المجتمع عبر خطاب تحرّري".
حراك الجامعة الأميركية في بيروت
بدورهم، يقول عددٌ من الطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت من المشاركين في التحرّك لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحرك اليوم منظم من قبل الطلاب، ولا نخشى أي سيناريو قد نتعرّض له شبيه بما يحصل في الولايات المتحدة ودول أخرى، من قمع واعتقالات، فنحن في جامعات لبنان فداء فلسطين والقضية الفلسطينية ولبنان الذي بدوره يتعرّض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من 200 يوم".
ويشير الطلاب إلى أنّهم "على صعيد الجامعة الأميركية في بيروت، نرفع مطالب عدّة، أبرزها الإفصاح المالي لمعرفة مسار ووجهة استثمارات الأموال التي يدفعها الطلاب، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، سواء المباشرة أو غير المباشرة، ونأمل أن تستجيب الجامعة لمطالبنا وتبدأ بأخذ الخطوات اللازمة لأجل ذلك، ونحن لن نتوقف عن سعينا بهدف تحقيق هذا المطالب".
ويلفت الطلاب إلى ضرورة مقاطعة شركة HP المساهمة، التي تستخدم التكنولوجيا لاستهداف الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحقه، وإنهاء العقود أو الاتفاقيات أو الرعايات مع أي شركة مدرجة في قائمة حركة مقاطعة إسرائيل BDS، وإزالة جميع منتجات الشركات الداعمة للإبادة الجماعية من الحرم الجامعي وفقا لمعايير حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان. كما يشددون على "ضرورة وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العدوان على لبنان، خصوصاً الجنوب اللبناني"، مشددين على "أنّنا من البلاد التي تأثرت تاريخياً وتتأثر حالياً من الكيان الإسرائيلي، وواجب علينا كطلاب جامعات التحرك لنصرة أهلنا في غزة ولبنان، وملاقاة الانتفاضة الطلابية العالمية".
على صعيد متصل، يقول طلاب من النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحركات الطلابية تشكل وسيلة ضغط فعّالة على السلطات المعنيّة لوقف الإبادة الذي يتعرّض لها أهل غزة، وبدأنا نرى تأثير ما يحصل في أميركا، على صعيد قيام إحدى الجامعات بسحب استثماراتها وأموالها الداعمة للكيان، وباعتقادنا إذا استمرّ المسار سنصل إلى نتيجة أوسع وأكثر شمولية".
ويشير الطلاب إلى أن مطالبهم "في جامعات لبنان هي بالدرجة الأولى مطالبة بالشفافية باستخدام رسوم الدراسة والاستثمارات المالية في الجامعة لضمان عدم دعم مواردنا بشكل غير مقصود للظلم، إلى جانب تأييد استراتيجية المقاطعة وسحب الاستثمارات، من خلال قطع العلاقات مع الشركات والمؤسسات التي تتعامل وتمكّن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين"، آملين أن "تتقبل إدارة الجامعة موقفنا وتزودنا بالشفافية التي نطالب بها وتتقيد باستراتيجية المقاطعة".
ويعتبر الطلاب أنّ "قمع الاحتجاجات في الولايات المتحدة أثبت كذبة الديمقراطية وحرية التعبير الأميركية، التي تبيّن أنها وهمٌ، والاعتقالات الحاصلة ليست إلّا خوفاً من الطلاب الذين سيكونون قادة المستقبل ويتولّون مناصب يكونون قادرين فيها على التغيير، وهم واعون بحق الشعب الفلسطيني وضرورة أن تكون فلسطين حرّة"، مشيرين إلى أنّ "ما حصل في جامعة كولومبيا فتح الباب لانتفاضة طلابية واسعة، سواء في أميركا أو خارجها، ونأمل أن تشكل الضغط المطلوب لوقف الإبادة الجماعية بحق أهل غزة".