توصلت دراسة حديثة صادرة عن جامعة كامبريدج، إلى أنّ الضريبة على المشروبات السكرية التي فرضتها الحكومة البريطانية، قد منعت أكثر من 5 آلاف حالة سمنة سنوياً بين الفتيات، إذ أدّت الضريبة إلى إعادة شركات المشروبات صياغة مشروباتها لاحتواء كميات أقل من السكر.
ووفق الدراسة التي نشرتها مجلة نيو ساينس، ونقلتها صحيفة ذا ميرور البريطانية، أمس الخميس، فقد حلل الخبراء تأثير ضريبة السكر، التي دخلت حيز التنفيذ في 2018 كجزء من خطط لمعالجة سمنة الأطفال.
نتائج جديدة
توصلت الدراسة إلى نتائج ملفتة قد تكون إشارة واضحة لحثّ السلطات في دول عديدة لفرض ضرائب على السكر، وتحديداً على المأكولات والمشروبات التي تقدم للأطفال الصغار.
ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية أول دليل ضريبي عالمي للمشروبات المحلاة بالسكر (SSBs). يسلط الدليل الضوء على تجارب البلدان التي نفذت الضريبة بنجاح، بما في ذلك المكسيك وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة.
ووصف الدكتور روديغر كريتش، مدير "الضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر" في منظمة الصحة العالمية، فرض الضرائب بـ"المهم جداً"، واعتبره أداة قوية لتعزيز الصحة لأنه ينقذ الأرواح ويقي من الأمراض، مع تعزيز العدالة الصحية، وتعبئة الإيرادات للبلدان التي يمكن استخدامها لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وقد نظرت الدراسة، التي قام بها خبراء من جامعة كامبريدج، في تأثير الضريبة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة وخمسة أعوام، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً، وتبين أنه بعد 19 شهراً من دخول الضريبة حيز التنفيذ، انخفضت نسبة الأطفال الذين يواجهون أمراض السمنة.
كما تتبع الباحثون التغيرات في مستويات السمنة لدى الأطفال بين عامي 2014 و2020، ومقارنة ما كان سيحدث لو لم يتم فرض الضريبة.
Sugary drinks tax slashed child obesity by 5,000 cases, researchers say https://t.co/FL8ywoEfVQ
— Miriam Stoppard (@MiriamStoppard) March 24, 2023
وجدت البيانات أنّ ضريبة السكر أثّرت بشكل ملموس على مستويات السمنة لدى الفتيات تحديداً، مما أدى إلى انخفاض السمنة بنسبة 8% في الفئات العمرية (6 سنوات) ومنع ما يقارب من 5234 حالة سمنة سنوياً ضمن هذه المجموعة.
كما تبين أنّ التخفيضات الأكبر كانت لدى الفتيات اللواتي يعشن في مناطق محرومة، حيث تغيب معايير الصحة، وقد وصلت النسبة إلى أكثر من 9%.
وكانت دراسة قد نشرتها NHS Digital التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قد وجدت أنّ واحداً من كل ثلاثة أطفال في السنة الأخيرة من المدرسة الابتدائية في المناطق المحرومة في بريطانيا يعاني من السمنة المفرطة.
أمراض عديدة
يرتبط الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية والحليب المنكّه ومشروبات الطاقة ومياه الفيتامينات وعصائر الفاكهة والشاي المثلج المحلّى بزيادة مخاطر تسوس الأسنان والسكري من النوع 2، وزيادة الوزن والسمنة لدى كل من الأطفال والبالغين، فضلاً عن أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
تشير الأدلة إلى أنّ تطبيق الضرائب على السلع الصغيرة يزيد من أسعار المنتجات ويقلل من الطلب، مما يؤدي إلى عمليات شراء أقل. وقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب، أخيراً، أنّ غالبية الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتنزانيا والأردن والهند وكولومبيا، يدعمون الضرائب على السلع الأساسية والكحول والتبغ.
إحصاءات مخيفة
وفق منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم من السمنة، إذ إنّ هناك ما يقارب من 650 مليون بالغ و340 مليون مراهق و39 مليون طفل، يعانون من السمنة، وهذا الرقم لا يزال يرتفع.
وتقدّر المنظمة، أنه بحلول عام 2025، سيصبح ما يقرب من 167 مليون شخص - بالغين وأطفال - أقل صحة بسبب زيادة الوزن أو السمنة.
وتفيد دراسة من موقع مركز كليفلاند كلينك الطبي الأميركي، بأنّ نحو 13.4% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات، والذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة يعانون من السمنة، فيما يعاني 21.2% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاماً من السمنة.