- الطلاب المتظاهرين وعدوا بإزالة الخيام وضمان مغادرة الأشخاص غير التابعين لجامعة كولومبيا، في خطوة لتخفيف التوترات المتصاعدة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة والضغط على الجامعة لاتخاذ موقف.
- سيناتوران أمريكيان دعوا إلى استخدام الحرس الوطني ضد الطلاب المناهضين لإسرائيل، معتبرين التظاهرات "معادية للسامية" وتشكل خطرًا على الطلاب اليهود، في وقت تؤثر فيه الاحتجاجات على السياسة الأميركية والانتخابات الرئاسية المقبلة.
حددت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق في بيان لها، اليوم الأربعاء، موعدا نهائيا عند منتصف الليل للتوصل إلى اتفاق بشأن فض اعتصام الطلاب الرافضين للحرب الإسرائيلية على غزة، والذين نصبوا خيام اعتصامهم في الحرم الجامعي، مشيرة إلى أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق فستلجأ إلى "النظر في خيارات بديلة"، على حد قولها.
جامعة كولومبيا تحرز تقدما في التفاوض مع الطلاب
وبحلول الساعة الثالثة صباحا تقريبا، قالت الجامعة إنه كان هناك "حوارا بناء" وأنها ستواصل المحادثات لمدة 48 ساعة، مشيرة في بيان إلى أنها تحرز "تقدما مهما" مع الطلاب المعتصمين، مؤكدة أنها ستمدد الموعد النهائي لإخلاء الجامعة، لكن المواجهات ظلت متوترة في حرم جامعة آيفي ليغ في آبر مانهاتن.
أضافت الجامعة في البيان أن الطلاب المحتجين "التزموا بتفكيك وإزالة عدد كبير من الخيام"، مشيرة إلى أن الطلاب المتظاهرين "سوف يضمنون مغادرة من لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا. ولن يشارك في الاحتجاج سوى طلاب الجامعة نفسها". كما سيلتزم الطلاب المتظاهرون أيضا بمتطلبات دائرة الإطفاء بالمدينة، حيث "اتخذوا خطوات لجعل المخيم موضع ترحيب للجميع وحظروا اللغة التمييزية أو المضايقة".
وتفاقمت حدة المواجهات بين الطلاب المتظاهرين الرافضين للعدوان الإسرائيلي على غزة والجامعات في الولايات المتحدة على نحو متزايد، مساء يوم الثلاثاء، إذ منحت إدارة جامعة كولومبيا مئات المحتجين المعتصمين مهلة لفض اعتصامهم، بينما تحصن العشرات داخل مبنيين في حرم جامعي بشمال كاليفورنيا لليلة الثانية.
ويصف أنغوس غونستون، وهو مؤرخ يركز على أنشطة الحرم الجامعي، تظاهرات الطلاب قائلا: "إذا كان الأمر يتعلق بجامعة كولومبيا، فهي مجرد جامعة واحدة، لكن إذا انتشرت هذه الحركة الطلابية الوطنية إلى مواقع جديدة، فهذا وضع مختلف تماما". حيث تلقي الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية بظلالها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يحاول الرئيس جو بايدن الاحتفاظ بتماسك ائتلاف الناخبين الذي سيحتاجه لإعادة انتخابه رئيسا، بينما يقاوم دعوات لوقف الدعم الأميركي لإسرائيل.
دعوات لتدخل الحرس الوطني الأميركي
من جهة أخرى، دعا سيناتوران من الكونغرس الأميركي لاستخدام وحدات "الحرس الوطني" للتصدي للطلاب المناهضين لإسرائيل في جامعة كولومبيا بنيويورك، وفي رسالة من السيناتور الجمهوري جوش هولي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن ادعى أن طلاب جامعة كولومبيا يشكلون "خطرا على الطلاب اليهود الأميركيين" بسبب التظاهرات المناهضة لإسرائيل، واصفا التظاهرات في الجامعة بأنها "معادية للسامية"، وهي التهمة التي يسعى من خلالها مؤيدو الاحتلال الإسرائيلي لتشويه التحرك الطلابي.
من جانبه، زعم السيناتور الجمهوري توم كوتن في منشور له على منصة إكس أنه يجب وقف "البوغروم" الجديد في جامعة كولومبيا. و"البوغروم"، تسمية روسية الأصل تدل على شكل من أشكال الشغب الموجه ضد جماعة معينة، سواء كانت عرقيه أو دينية أو غيرها.
يذكر أنه سبق وأعتُقل أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين اعتصموا في جامعة كولومبيا، الخميس الماضي، كما اعتقل عشرات آخرون في جامعات أخرى، ويواجه العديد منهم الآن اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير أو بالسلوك غير المنضبط.
وطالب المتظاهرون جامعاتهم بإدانة الهجوم الإسرائيلي على غزة، وسحب استثماراتها من الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، بينما أبلغ بعض الأشخاص عن سماع هتافات ورسائل معادية للسامية داخل وحول حرم جامعة كولومبيا، كما تم الإبلاغ عن مخاوف مماثلة في جامعات أخرى.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
(أسوشييتدبرس، الأناضول، العربي الجديد)