فجّر رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو قنبلة جديدة حول موضوع اللاجئين في تركيا، عبر حديثه عن إحصاء وصفته الحكومة التركية بـ"غير الدقيق". وأشار إمام أوغلو في إحصائه إلى وجود أكثر من 2.5 مليون لاجئ ومهاجر غير نظامي في المدينة، وعن كون هذا العدد تراكم خلال السنوات الست الأخيرة وليس منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفنّدت وزارة الداخلية التركية، اليوم، ما وصفته بمزاعم إمام أوغلو، الذي ادعى وجود أكثر من 2.5 مليون لاجئ ومهاجر غير نظامي مقيمين في المدينة، موضحة عبر إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، في بيان، أنّ هذه المزاعم عارية من الصحة، وأن عدد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين الموجودين حالياً في مدينة إسطنبول مليون و182 ألفاً و157، وأنّ إجمالي عدد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين الموجودين حالياً في عموم الولايات التركية يبلغ 5 ملايين و276 ألفاً و471.
من جهته، غرّد والي إسطنبول علي يرلي قايا مؤكداً أنّ إسطنبول، بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، تحتضن مليوناً و179 ألفاً و751 أجنبياً، بينهم 535 ألفاً و25 سورياً في إطار الحماية المؤقتة، و644 ألفاً و726 مواطناً من جنسيات مختلفة حاصلين على تصاريح إقامة.
وأضاف يرلي قايا أنه وضمن إطار مكافحة الهجرة غير النظامية خلال عام 2021، جرى التعامل مع 52 ألفاً و83 أجنبياً، أعيد 19 ألفاً و294 منهم إلى بلدانهم، وأحيل 26 ألفاً و319 آخرين إلى مراكز الترحيل.
ووفق آخر تصريح لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3.7 ملايين لاجئ، نصفهم تقريباً أطفال دون سن 18 عاماً. وتحظى إسطنبول بشعبية واسعة لدى اللاجئين السوريين. إذ يعيش نحو 530 ألف سوري في مدينة البوسفور وفقاً لهيئة الهجرة التركية.
وبحسب المختّص التركي في شؤون الهجرة مراد أردوغان، يبلغ عدد السوريين المجنّسين في تركيا نحو 150 ألف شخص، في حين وصل عدد الحاصلين على إقامة سياحية إلى ما دون الـ100 ألف، أمّا عدد السوريين تحت وضع الحماية المؤقتة، فوصل إلى حوالي 3.7 ملايين.
ونقلت صحيفة "جمهورييت" التركية، عن عضو هيئة التدريس بالجامعة التركية الألمانية مراد أردوغان، قوله إنّ السوريين الذين فرّوا من الحرب في بلادهم لديهم نظير اجتماعي في تركيا. كما أنهم جاؤوا مع عائلاتهم، التي تضم النساء والأطفال، مشيراً إلى أنّ "السوريين لم يتسبّبوا في حوادث إجرامية خطيرة في تركيا منذ 10 سنوات، فهم يعملون ويهتمون بأنفسهم".
ويرى الأكاديمي السوري خالد الأسعد أنّ تصريحات رئيس بلدية إسطنبول "يمكن أن تؤجج ردود الأفعال العدائية تجاه السوريين"، خاصة أنها تأتي خلال فترة تصاعد الاحتقان، بعد نشر صور ومنشورات الموز على مواقع التواصل الإجتماعي، التي أدى نشرها لترحيل سوريين عن الأراضي التركية.
ويضيف الأسعد المقيم بإسطنبول لـ"العربي الجديد": "نتمنى على رئيس البلدية الإشارة إلى دور السوريين في تنشيط السوق بالمدينة وعدد المشاريع والاستثمارات التي أسّسوها، وإن كان السوريون يتلقون مساعدات من الدولة التركية كما يروّج البعض".
ولفت الأسعد إلى أنّ التعامل مع السوريين تبدّل كثيراً بعد حملات الكراهية التي قادتها أحزاب معارضة، إذ قلّما يقبل الأتراك تأجير بيوت للسوريين بإسطنبول، كما أن واليَي الفاتح وإسنينيوت أصدرا قراراً بوقف تأجير السوريين في هذين الحيين، فضلاً عن تراجع الميزات التي كانت تمنحها تركيا للسوريين، سواء أكانت رسوماً جامعية أو علاج الوافدين عند الحدود، أو تسهيلات التنقل ومنح بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك".