رمضان غائب في ريف حمص الشمالي

25 ابريل 2021
سيطر النظام السوري على ريف حمص عام 2018 ( كافيه كاظمي/ Getty)
+ الخط -

مع سيطرة قوات النظام السوري على مناطق الريف الشمالي لمحافظة حمص منتصف عام 2018، فرّق التهجير أفراد عائلات المنطقة، وألغى كافة الفعاليات التي كانت تجري في شهر رمضان من قبل منظمات إنسانية  كانت تعمل في المنطقة قبل إحكام النظام السيطرة عليها. وتعيش العائلات في الوقت الحالي شتاتاً بين أفرادها وفقداناً لكافة أجواء شهر الصوم.
خلال سنوات الحصار التي طبقتها قوات النظام على منطقة الحولة (ريف حمص الشمالي) عام 2012 بعد المجزرة التي وقعت في المنطقة في 25 مايو/ أيار من العام ذاته (ارتكبتها مليشيات طائفية موالية للنظام السوري)، كانت المنطقة تنبض بالحياة رغم الحصار المفروض عليها، في ظل وجود المنظمات الإنسانية التي كانت تقدم المساعدة للمحاصرين، والتي كانت تشرف على المطابخ الرمضانية وتوزع السلال الإغاثية على الأهالي، في الوقت الذي تمسكت عائلات كثيرة بترابطها وبقاء أفرادها جنباً إلى جنب، حتى تاريخ التهجير الذي حصل في المنطقة في مايو/ أيار 2018.

تفتقد أم أحمد، أبناءها في شهر رمضان، فقسم من عائلتها هجّر عام 2018 إلى إدلب (شمال)، بينما غادر القسم الآخر من العائلة إلى لبنان قبل التهجير عبر طرق التهريب. تصف أم أحمد، رمضان هذا العام كالتالي: "أصبح بيت العائلة موحشاً، كنا في رمضان نجتمع سوياً على مائدة الإفطار. الأحفاد الذين أتواصل معهم اليوم عبر الهاتف، كانوا يشاركوننا المائدة، ويضفون الدفء والفرحة على أجواء عائلة. أما اليوم فتمرّ أيام رمضان في غياب هذه اللمة، أجلس أنا وزوجي أغلب الأوقات وحيدين على مائدة الإفطار، لنتحسر على العائلة المشتتة".

قضايا وناس
التحديثات الحية

تضيف أم أحمد عبر "العربي الجديد": "أربعة من أبنائي يقيمون في إدلب، وواحد يقيم في لبنان مع شقيقته. أغلب أقاربنا غادروا المنطقة خلال التهجير، والذي صادف مع حلول شهر رمضان حينها. أتمنى أن أجتمع بأولادي في شهر رمضان المقبل وأشاركهم المائدة ليعود الدفء إلى منزل العائلة في هذا الشهر المبارك".
من جهته، يقارن خالد حمصي، المقيم في الدار الكبيرة (ريف حمص الشمالي‎)، بين رمضان في الوقت الحالي ورمضان البلدة قبل التهجير، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ البلدة كانت تنبض بالحياة، إذ كانت المنظمات الإنسانية توزع وجبات الإفطار على العائلات المحتاجة أو مساعدات على شكل سلال غذائية. أما في الوقت الحالي كل هذه المشاهد باتت غائبة، في ظل عملية التهجير".

يقارن أحد مسؤولي المنظمات الإغاثية في مدينة تلدو بمنطقة الحولة بين الواقع الحالي لسكان المنطقة وما كان عليه الحال قبل الحصار، قائلاً: "في السابق قبل سيطرة النظام على المنطقة، كنا نستعد لشهر رمضان مسبقاً، إذ كنا نعقد الاجتماعات بين الجهات الإغاثية كافة في المنطقة لتوحيد الجهود وتوزيع الأدوار، فعدد السكان كان كبيراً.

بيئة
التحديثات الحية

ومن النشاطات التي كنا نشارك فيها إعداد سلال غذائية مخصصة لوجبات السحور، إضافة إلى مطابخ الرمضانية المخصصة لإعداد وجبات الفطور طيلة أيام شهر الصوم. ومن النشاطات المميزة والتي كانت تترك الأثر الإيجابي لدى العائلات والأطفال، تأمين ملابس العيد للأطفال الأيتام وأطفال العائلات المحتاجة". ويضيف أنه "في الوقت الحالي وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة، غابت كل هذه النشاطات، والمنطقة تعاني حالياً من عدة أزمات. في السابق كنا نعمل على تغطية متطلبات المنطقة والأهالي في شهر رمضان وبقية الأشهر، خصوصاً تأمين مادة الوقود، وحليب الأطفال، وغيرها من المواد الأساسية لحياة المواطن، أما بعد اتفاق التهجير فقد اختفت النشاطات الإنسانية في المنطقة".