"ستّ الشام".. مهجّرة سوريّة تنقل عراقة المطبخ الدمشقي إلى إدلب
عامر السيد علي
نشأت فاطمة الشعيري في قرية بسّيمة السياحيّة في ريف دمشق، تحديداً في منطقة وادي بردى قرب الحدود السوريّة اللبنانيّة. هذه القرية تشتهر بمطبخها العريق، الذي يعرف بمأكولات متنوعة وغنيّة متوارثة عبر أجيال من المطعم الدمشقي.
والد فاطمة كان طاهياً بارعاً للمأكولات الشرقيّة من المطبخ الدمشقيّ كما هو حال جدّها، وورثت عنه هذه المهنة وأحبّتها وتعلّقت بها مدفوعةً بموهبتها في الطبخ، لكنّها حوّلتها إلى عمل ينقذها من الواقع المعيشي الصعب الذي تعيشه في مدينة إدلب شمال غربي سوريّة، حيث استقرّت بعد تهجيرها منذ حوالي 5 أعوام.
بدأت فاطمة مشروعها منذ ثلاثة أشهر كما توضّح في حديثها لـ"العربي الجديد"، وذلك بتشجيعٍ ومساعدةٍ من زوجها، وحولت مطبخ منزلها إلى مطبخ أطلقت عليه اسم "ستّ الشام"، تحضّر فيه المأكولات الدّمشقيّة كما تحضّرها لمنزلها، يساعدها في عملها زوجها الذي يتولى مهمّة التسوق لإعداد الوجبات، كما يساندها في رعاية بناتهما الثلاث عند تفرغها للعمل.
تعتمد فاطمة على التسويق لطبخها من خلال وسائل التّواصل الاجتماعيّ والأهم بالنّسبة لها حديث زبائنها عن جودة الطّبخ. تقول لـ"العربي الجديد": "هوايتي في الطّبخ أنقذتني وعائلتي في هذه الظروف الاقتصاديّة الصّعبة ونعيش الآن معيشة جيّدة بفضلٍ من الله، بدأت مشروعي بمعدّات مطبخي المتواضعة وأطمح أن يكون لدي مطعم كبير في بيت عربيٍّ وكادر نسائيّ".
الزّوج الذي يدعم زوجته ويقف بجانبها طوال الوقت، طه المرعي يتحدّث لـ"العربي الجديد" عن الفكرة وكيف شجّع زوجته عليها، قائلاً: "نهتمّ جيّداً بجودة الطّعام ونوعيّته وهذا يسّر لنا العمل، جميع زبائِننا بعد تجربتهم طعامنا لأوّل مرّة أصبحت طلباتهم تتكرّر بشكلٍ دوريّ، كما أنّ العديد من الزّبائن أيضاً بدأوا بالتّوصية لطلبات كبيرة لمجرد السمعة الحسنة، ومعظم الزبائن هم من الشباب العزّاب الذين يفتقدون طبخ المنزل ولا يجدونه في الأسواق".
وتقع قرية بسيمة في منطقة وادي بردى التّابعة لناحية قدسيّا مركز منطقة ومحافظة ريف دمشق، عند التقاء وادي بسّيمة بنهر بردى، وتشتهر ببنائها القديم التاريخي، وفيها بقايا أقنية لجرّ المياه، إضافة لأعمدة وقبور، وبيوتها القديمة، وتشتهر بكونها منطقة اصطياف، كما تشتهر بزراعة التّين والكروم والمشمش والتّفاح والخوخ والجوز.