صيام الأطفال في رمضان... مخاطره وفوائده

28 مارس 2024
يرغب الصغار في خوض غمار تجربة الصوم خلال شهر رمضان (Getty/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وسيم، طفل مغربي يبلغ من العمر تسع سنوات من الدار البيضاء، يظهر حماساً لتجربة الصيام في رمضان، مدفوعاً برغبته في تقليد الكبار ونيل الثواب، بدعم من والده وقلق خفي من والدته.
- الدكتور سليمان خطار، استشاري طب الأطفال، يؤكد على أهمية الصيام للأطفال الأصحاء تحت إشراف الأسرة، مشيراً إلى فوائده الصحية والنفسية مثل تعزيز الانضباط والصبر، ويحذر من صيام الأطفال ذوي الحالات المرضية.
- يقدم نصائح لضمان صيام آمن وصحي للأطفال، مثل البدء بصيام ساعات قليلة وزيادتها تدريجياً، وأهمية تناول نظام غذائي متوازن وكميات كافية من السوائل، مع التأكيد على تأخير وجبة السحور وتركيزها على البروتينات.

ارتسمت علامات الفرح على وجه الطفل المغربي وسيم الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره وهو يتلقى التشجيع من والده على صيام 3 أيام متتالية خلال رمضان، فيما لم تستطع والدته مداراة خوفها عليه، بينما يصرّ الصغير على تقليد الكبار رغبة في نيل أجر وثواب الشهر الفضيل.

تقول والدته وهي تُجهّز مائدة الإفطار الرمضانية داخل منزلها بمدينة الدار البيضاء لـ "العربي الجديد": "منذ دخول شهر الصوم، يلحّ عليّ ابني لإيقاظه لتناول وجبة السحور من أجل الاستعداد للصيام، وعندما أرفض ذلك لصغر سنّه وحاجته الماسة إلى التغذية المنتظمة يخبرني بأنه قادر على التحمّل".

وتضيف "أشعر كأنه يدخل غمار تحدّ، خاصة أن والده لا يعارض الموضوع، لكنه ينصحه بأن يتوقف لدى شعوره بأي تعب أو إعياء أو عجز عن مواصلة صيام ساعات النهار".

ويكثر الحديث عن صيام الأطفال خلال شهر رمضان، لعدة أسباب منها رغبة الصغار في خوض غمار التجربة، وخوف الأهل على صحتهم، وعجزهم أحياناً عن إقناعهم بأنهم غير مكلفين به، وبأن الإمساك عن الطعام قد يعرّض حياتهم للخطر.

في ما يلي تسليط للضوء على أهم إرشادات وقواعد صيام الأطفال في شهر رمضان، انطلاقاً من إجابات الدكتور سليمان خطار استشاري طب الأطفال لموقع صحتك عن فوائده ومخاطره وأفضل طرق ممارسته.

أهمية صيام الأطفال

لا يرى الدكتور سليمان خطار في مقابلة مع موقع "صحتك"، أي مانع من إقبال الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة على صيام شهر رمضان تدريجياً وتحت إشراف ومراقبة أسرهم.

يقول: "تتجاوز الفائدة الصحية لصيام الأطفال في شهر رمضان أهميته عند الكبار المتمثلة في تنظيم استقلاب السكريات والشحوم، الانعكاس الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية، إلى فوائد أخرى كتعلم الانضباط والصبر، وتأجيل الرغبات، وتعزيز الناحية الروحية والأخلاقية، والإحساس بالمسؤولية وشعور التعاطف مع الآخرين وكلها قيم تنعكس إيجابياً على شخصية الطفل بشرط سلامته وعدم وجود أي حالات مرضية يمكن أن تعيق صيامه".

يميل الصغار عادة إلى تقليد الكبار (Getty)

حالات مرضية تمنع صيام الأطفال 

يؤكد خطار وجود حالات صحية تمنع أو تستوجب الإشراف الطبي في حال توفر رغبة صيام الأطفال في شهر رمضان منها ما هو شائع نسبياً، مثل فقر الدم بكل أشكاله ومرض السكري خاصة من النمط الأول وهو الأكثر انتشاراً، وبعض المشاكل الهضمية التي تؤدي إلى سوء الامتصاص أو فشل النمو.

كما يشير أيضاً إلى أن الموانع تشمل الإصابة بالأمراض القلبية التي تؤثر على توازن السوائل في جسم الطفل، والأمراض الكلوية، وبعض الأمراض العصبية التي تتحرك بالصيام مثل الصرع.

عوامل قدرة الطفل على الصيام

يوضح الطبيب أنّ الطفل غير مكلف من ناحية شرعية في الصيام، ويبدأ التكليف في سن الخامسة عشرة، إلا أنه يمكن أن يبدأ الصيام في شهر رمضان بين عمر 10-15 سنة وينصح بأن يبدأ الطفل بالتدرج قبل ذلك بفترة زمنية كي يتآلف مع الصيام ويصبح قادراً على تجاوزه بدون مشاكل.

ضرورة التدرج في ساعات الصيام للأطفال (محمد علي/الأناضول)

ويرى المتحدث أن السن الآمنة لبدء صيام الأطفال هي عشر سنوات، ويمكن أن تكون في عمر أبكر في حال غياب المشاكل الصحية المزمنة، وينصح أن يبدأ الصوم لعدة ساعات ومن ثم يزيدها تدريجياً ليصل إلى الصيام الكامل، أو أن يبدأ بالصيام عن الطعام وثم الصوم عن الشراب وهذا التدرج يشمل التجربة الأولى، أما التجارب اللاحقة فيمكن أن يستفيد منها الطفل بشكل كامل.

نصائح وتوجيهات بشأن صيام الأطفال

ينصح الدكتور سليمان خطار استشاري طب الأطفال، بتمتيع الطفل الصائم بنظام غذائي متكامل ومتوازن يشمل جميع العناصر الضرورية، بالإضافة إلى تجنب النشاط البدني الذي يؤدي إلى خسارة السوائل بشكل عام، مثلاً إذا كان لدى الطفل رياضات تنافسية يجب عليه تأجيلها إلى فترة ما بعد الإفطار. ويشدد على ضرورة الانتباه إلى موضوع خسارة السوائل، لأن ذلك سيؤدي إلى شعور الطفل بالإعياء وعدم قدرته على إكمال الصيام.

أما بالنسبة للإفطار، فيوجه بالبدء بطعام يحرر الطاقة كالتمر أو العصائر الطبيعية، كما يجب أن تحتوي الوجبة الرئيسية على كمية كبيرة من السوائل كشوربة الخضار التي تحتوي على حبوب كاملة، وكمية كبيرة من الماء. 

ينصح البدء بطعام يحرر الطاقة كالتمر أو العصائر الطبيعية (Getty)

ويضيف "يجب أن نؤكد أيضاً أنه خلال الفترة بين الإفطار والسحور يجب على الطفل تناول كمية كافية ووافية من السوائل، قد تصل إلى 8 أكواب أي ما يعادل لترا ونصف إلى لترين تقريباً".

وفيما يتعلق بوجبة السحور يجب قدر الإمكان تأخيرها، مع تجنب الأطعمة المملحة بشدة، لكونها تسبب العطش، كذلك الابتعاد عن المأكولات التي تحتوي سكريات عالية، خاصة المصنعة. ويجب التركيز في الوجبة على البروتينات كالبيض واللحوم لأنها تؤخر الشعور بالشبع.

المساهمون