يقف الفلسطينيون في قطاع غزة عاجزين عن التعبير، بعد الدمار الهائل الذي لحق في أحيائهم السكنية، لاسيما في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، حيث اعتبر مسن فلسطيني أن ذلك "أشبه بحرب عالمية ثالثة".
ولم يتوقع الفلسطينيون أن يصلوا إلى حد الجهل بمعالم شوارعهم ومنازلهم بسبب الدمار الذي لحق بها، جراء القصف الإسرائيلي في منطقة البلد بخانيونس.
فبعد تراجع الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من تلك المنطقة، عاد الفلسطينيون ليجدوا مدى الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
وشهدت أغلب البيوت في المنطقة تدميراً شاملاً، بينما يعاني البعض الآخر من تصدعات خطيرة تهدد بالسقوط في أي لحظة، جراء القذائف التي سقطت عليها ودمرت أجزاء منها.
ولم تسلم الشوارع من الدمار، فقد مُسح بعضها بشكل كامل، وتبين أن بعض المناطق قد اختفت من الخريطة بفعل الدمار الهائل.
ويظهر تداخل الطرقات بعضها ببعض، ما يجعل من الصعب على السكان تمييز أماكن سكنهم وطرقاتهم بسهولة.
استغرق وقتاً ليعرف بيته
من الوهلة الأولى، لم يتمكن الفلسطيني أحمد شراب (38 عاماً) من تحديد موقع منزله ومنطقة سكنه الطويلة في منطقة المواصي بخانيونس، بسبب حجم الدمار الذي ألحق بها.
وخلال رحلته في المنطقة التي تربى بها، استغرق الكثير من الوقت ليجد مكان منزله، الذي دمر تمامًا.
وقال شراب لوكالة "الأناضول": "عمري 38 عاماً، نزحت من منطقة المواصي غرب خانيونس، وعندما عدت إلى المنطقة، لم أستطع التعرف عليها بسبب الدمار الذي أصابها جراء الحرب الإسرائيلية".
وأضاف أن أغلب المباني تم تدميرها، والشوارع تغيرت تماما، والمنازل الباقية مهددة بالسقوط بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها.
حرب عالمية ثالثة
أما المسن مصطفى الرقب (62 عاما)، فذهب لتفقد منزله وإحضار جواز السفر الخاص بابنه المصاب لتسجيله للسفر، لكن ذهوله كان كبيراً من حجم الدمار الذي شهده في المنطقة.
ولم يكن المسن يتصوّر يوماً أن يشهد هذا الدمار الهائل في منطقته التي عاش وترعرع فيها طيلة سنوات عمره، وفق قوله.
فمنذ نعومة أظفاره وحتى شيخوخته، لم يرَ بعينيه جريمة يحجم هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بقطاع غزة، حيث وصف حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية بأنه "حرب عالمية ثالثة".
وأشار إلى أنه لم يستطع التعرف على منطقته بسبب الدمار الهائل، مضيفاً: "نحن في متاهة، ولا أستطيع تحديد مكان سكني بشكل دقيق".
وأوضح أن "الاحتلال يظهر عدوانه بشكل كبير على الشعب الفلسطيني، وهذا الدمار الذي لم نشهده من قبل يظهر حقده".
وخلال الحرب على قطاع غزة، دمرت إسرائيل 70 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و290 ألف وحدة بشكل جزئي لم تعد صالحة للسكن، وألقت 70 ألف طن من المتفجرات على القطاع، وفقًا لإحصائيات من المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
(الأناضول)